Al Jazirah NewsPaper Saturday  31/05/2008 G Issue 13029
السبت 26 جمادى الأول 1429   العدد  13029
في خاطري شيء
صعود أبها والرائد
صالح الحمادي

تجربة نجران والوطني في الدوري الممتاز تغري الصاعدين هذا الموسم فريقي أبها والرائد لتقديم هويتهما بنفس الإيقاع، وأعتقد أن الرائد أكثر تمرساً وأكثر قدرة على إحداث انقلاب في الدوري الممتاز بشعبيته الجارفة والدعم المادي والمعنوي الذي لقيه، بينما أبها يرتب أوراقه بإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد الذي يعتبر صانع هذا الإنجاز بدعمه المادي والمعنوي وقد كان خلف خطوات البناء والتطوير للفريق من بادية المشوار وكان يتابع نتائج الفريق وحرص على إقامة حفل تكريم لمجلس الإدارة والفريق مساء الأربعاء الماضي وأعتقد أن جهود سموه الهادئة الوقورة ستقدم مفاجآت سارة لأنصار النادي وسيكون فريق أبها حصان الموسم المقبل لأن الأمير فيصل بن خالد يقود منظومة العمل بنفسه.

الكاسبون والخاسرون

انتهى موسمنا الكروي بعد لت وعجن من اللجنة الفنية لم يسبق له مثيل مما أفسد جماليات ونجاحات الموسم الذي شهد هيمنة أندية العاصمة على بطولات الموسم وغياب تام لبقية الأندية التي كانت معزومة من ضمن المعازيم.

الهلال توج موسمه ببطولتين هامتين (كأس ولي العهد وبطولة الدوري) وضاعت عليه بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد لاعتماده على التوليفة الأولمبية التي أوصلته للنهائي كما ضاع عليه لقب الأبطال على كأس خادم الحرمين الشريفين لأنه اصطدم بالاتحاد.

الشباب حقق بطولة الأبطال على كأس خادم الحرمين الشريفين وهو إنجاز يحسب لنادي الشباب كأول فريق سعودي يفوز بهذه البطولة في ثوبها الجديد وضاع على الشباب بقية بطولات الموسم لتضارب المواعيد وتداخل المنافسات وغياب أبرز عناصره مع المنتخبات السعودية في محطات كثيرة.

النصر عاد للواجهة من بوابة الهلال بتحقيقه بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد وهي بطولة زادت من مسؤوليات القائمين على العالمي لمواصلة البناء دون أن تغريهم هذه البطولة بالنوم على الوسائد الخالية، لأن منظومة العمل لا تزال في أول الطريق.

من خلال هذا الجرد السريع يتضح أن الكاسبين في سوق منافسات الموسم المنصرم أندية العاصمة فقط والخاسرين الاتحاد الذي خرج من المولد بدون حمص والأهلي الذي حقق بطولتين في الموسم السابق وسقط هذا الموسم بشكل مفاجئ، كما فقد الاتفاق توازنه بسبب المشاركات الداخلية والخارجية وزادت الهزة بعد الظلم الذي تعرض له في نهائي بطولة أندية الخليج حيث سرقوا البطولة منه في وضح النهار (ولا من شاف ولا من دري) وعاد بعدها ليقدم مستويات جيدة ولكن لم يحقق أي بطولة وهو قريب من البطولات بتوليفته الرائعة التي صنعها داخل النادي ولم يعتمد على رجيع الأندية وصفقات الفلاشات كما يفعل الاتحاد.

سقوط الهلال والنصر

الذاكرة المثقوبة تنسف الكثير من الأمور الجميلة وتحولها إلى عتمة الظلام بقصد أو بدون قصد أقول هذا الكلام بمناسبة ارتفاع نسبة البخل المعنوي في وسطنا الرياضي فنحن نجيد الجلد بسياط النقد وننسى الجانب المعنوي الجميل.

في حفل تكريم اللاعب الكبير ماجد عبد الله بكل بهرجته وكل جمالياته وكل نجاحاته ضاعت في دهاليز العمل بطاقات الدعوات للمستحقين ووجدت طريقها لأنصاف المستحقين فمن يصدق أن ماجد أو اللجنة المعنية نسيت محمد الدويش وفوزي خياط شفاه الله وعافاه وعبدالرحمن الزهراني ومنيف الحربي وكل الأقلام التي كافحت ونافحت من أجل لاعبهم المفضل (ماجد عبد الله) بل إن قامة شامخة مثل عادل عصام الدين كتب عن ماجد مقالات لو جمعها لخرجت في كتاب ضخم ورغم هذا تاهت دعوته في أدراج ماجد عبد الله.

وفي حفل الهلال الذي أقيم كختام لموسم هلالي ناجح تكرر مشهد البخل المعنوي مع الرموز الإعلامية واتسعت مساحة النكران والجحود من اللجنة المعنية عندما غيبت الشاعر عيضه السفياني الذي تعرض لظلم فاضح في الليلة الأخيرة من مسابقة شاعر المليون رغم تميزه في كل الحلقات ولم تشفع له هلاليته المعلنة لكي يكون ضمن المحتفى بهم أوالمشاركين في ليلة التكريم الهلالية الجميلة.

سقط الهلال والنصر في امتحان الذاكرة المثقوبة ومن قبلهم سقط الاتحاد وسار على نفس الدرب العديد من الاتحادات الرياضية وآخرها اتحاد كرة الطاولة الذي نظم لأول مرة بطولة الرواد وهي بطولة عالمية وضعها الاتحاد الدولي في رزنامته الرسمية وبدأت البطولة وانتهت في جدة دون أن يشعر بها أحد والحال ينطبق على دوري أبطال العرب الذي أختتم بفوز وفاق اصطيف الجزائري دون حضور الرموز الإعلامية وكبار النقاد والكتاب في الوسط الرياضي العربي.

قد يكون البخل المعنوي سبب رئيسي في جميع المناسبات الرياضة وقد يكون التجاهل السبب الرئيسي وهذه كارثة أن يكون التفكير الضيق هو سيد الموقف في مثل هذه المناسبات.

سقوط العجمة

أود أن أهمس في إذن الإعلامي الرائع تركي العجمة وأسأله هل تكريمك بدور مميز في حفل اللاعب الكبير ماجد عبد الله جعلك تخرج عن ثوبك بهذا الشكل؟ ماذا حصل لك وأنت تبالغ إلى درجة مطالبة الجمهور بالوقوف ورفع الأيادي عالياً؟ هل كنت تعرف أن في ذلك معصية وصلف، وهل أنت مقتنع بعبارتك عندما قلت ماجد عبد الله لن يجود الزمان بمثله، يا للهول حتى رب العزة والجلال تأليت عليه وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم الهوى من المهلكات، متى اتبعه صاحبه، وانقاد له، قال عليه الصلاة والسلام: (ثلاث منجيات: خشية الله في السر والعلانية، والعدل في الرضا والغضب، والقصد في الفقر والغنى، وثلاث مهلكات، هوى متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه) أستطيع أن أشيد بك كمذيع مميز أو بأي شخص آخر لكن لن أبالغ في الإطراء إلى درجة الزلل نستجير بالله كل ما أريد منك أن تتقي الله في السر والعلن.

أشياء..... وأشياء

* صعود أبها للدوري الممتاز كان حلماً وفسر الحلم الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز لوحده بدعمه المادي ومتابعته الدقيقة وهذه شهادة للتاريخ.

* تجربة الاتحاد مع الإعارة فشلت مع سعد العبود وعبد الرحمن القحطاني ونفس السيناريو يلوح في الأفق مع اللاعب ماجد العمري.

* آخر مقالب القضايا المعلقة على نادي الاتحاد دفع 3 مليون دولار (أكثر من 11 مليون ريال) أو الهبوط الموسم المقبل.

* الأمانة لو طبقت التوجيهات التي تنص على منع أي نادٍ من التعاقدات الجديدة إذا كان عليه التزامات سابقة لما تكشفت كل يوم قضية جديدة على نادي الاتحاد.

* والأمانة هي التي سمحت للاتحاد بالتعاقد مع ثلاثة لاعبين برازيليين بعد انتهاء فترة التسجيل ولم يستفد منهم ولا زال يدفع ثمن التلاعب المزدوج.

* المخافة من الله والصدق في العمل والتعامل تحمي الجميع من الفضائح التي تسيء للرياضة السعودية.

* الأندية الكبيرة تفرض تشكيل مجالس إداراتها من المنازل وتعقد جمعية عمومية شكلية يعني ضحك وتجاوز صارخ.

* أتمنى أن تفرض الرئاسة العامة لرعاية الشباب جمعيات عمومية للأندية وفق اللوائح وتمنع تجمعات المنازل قبل أن يأتي التدخل بشكل يسيء لنا من جهة خارجية.

* قرار تمديد رئاسة جمال أبو عماره ساهم في استقرار الاتحاد خاصة وأن أبو عمارة مقبول من كل الأوساط الاتحادية ويملك الخبرة والصدق.

* جائزة الرياضية نجحت بكل المقاييس وقريباً ستكون عالمية على غرار جائزة فرنس فتبول الشهيرة لكن كيف تجاوزت جائزة هذا العام الدعيع الذي تألق بشكل لافت.

* كنت أتوقع حصول محمد الدعيع على جائزة الرياضية هذا العام لأنه تألق هذا الموسم بشكل لافت وإذا لم يحصل عليها هذا العام فقد لا يخدمه العمر الزمني للفوز بها مستقبلاً.

* سقوط الوسط الرياضي في براثن البخل المعنوي ساهم فيه مبالغة الإعلاميين في ميولهم ومدح رموزهم إلى درجة الإسفاف.

* (فساد السمكة من رأسها) وعندما تركل الكرة بقدم تذكر أنك تقف على قدم واحدة.



للتواصل alhammadi384@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد