Al Jazirah NewsPaper Saturday  31/05/2008 G Issue 13029
السبت 26 جمادى الأول 1429   العدد  13029
تصطاد الشباب والمراهقين والأحداث
تكتيكات مبتكرة لشركات التبغ لتنشيط مبيعاتها

الجزيرة - الرياض

هناك العديد من التساؤلات التي تدور بأذهان الناس حول استهداف شركات التبغ للشباب والمراهقين والأحداث وما يتعلق بذلك من برامج دعائية وترويجية وإعلانية.

وستظل الإجابة واحدة ومعروفة وإن تعددت الرؤى وهي أن تلك الشركات تحتاج لمستهلكين لمنتجاتها.

ولعلمها ويقينها بأن من تفتحت عقولهم لن يكونوا صيداً سهلاً لهم فإنها تركز بشكل كبير على جذب الشباب والصغار واستهواء أذواقهم عبر تعدد وتنوع أشكال الدعاية ونورد هنا بعض التساؤلات التي تدور في الأذهان والرد عليها من خلال سياسات شركات التبغ واستراتيجياتها.

* لماذا تحتاج شركات صناعة التبغ لاقتناص المراهقين وصغار الشباب؟

- لكي تستطيع شركات التبغ الاستمرار لابد لها من اصطياد زبائن جدد يحلون محل الزبائن الذين ماتوا أو أقلعوا عن التدخين، وهذه الشركات تريدهم صغاراً.

- يبدأ معظم المدخنين بالتدخين قبل بلوغهم سن الثامنة عشرة، وما يقرب من ربع هؤلاء يبدأ التدخين قبل بلوغ سن العاشرة.

- كلما كان عمر الطفل أصغر عندما يبدأ التدخين للمرة الأولى كلما كان احتمال مواصلته للتدخين المنتظم أكبر، وكلما كان احتمال الإقلاع عن التدخين أقل.

* لماذا لا تقوم شركات صناعة التبغ بالإعلان عن خطر يتهدد صغار الشباب وبالترويج له وبرعايته؟

- كلما زاد تعرض صغار الشباب للإعلان عن التبغ كلما ازداد احتمال تعاطيهم له. وتنسب شركات صناعة التبغ زيفاً وبهتاناً تعاطي منتجاتها إلى الصفات المرغوبة لدى الناس مثل البهجة والانتعاش والطاقة والرغبة الجنسية، كما تنسبها إلى الأنشطة التي تبعث الإثارة وروح المغامرة في النفوس.

- تعطي الإعلانات الواسعة الانتشار عن التبغ انطباعاً بأن تعاطيه شيء (عادي) وتعرضه كما لو كان أحد المنتجات الاستهلاكية الأخرى، وتجعل من الصعب على صغار الشباب أن يفهموا سبب خطورة تعاطيه.

- لا يقدر صغار الشباب خطر التحول إلى مدمن على النيكوتين حق قدره، ولا العواقب المأساوية التي قد تنجم عن ذلك.

* لماذا تمس الحاجة إلى الحظر التام على إعلانات التبغ وعلى الترويج له وعلى رعاية شركاته للأنشطة المختلفة؟

- تنفق شركات صناعة التبغ بلايين الدولارات كل عام على توسيع نطاق شبكة التسويق إلى أقصى حد ممكن لاجتذاب المستهلكين من صغار السن، وتستهدف الشباب في مواقع اللهو والتسلية وفي قاعات السينما وعلى صفحات الإنترنت وفي مجلات الأزياء وقاعات عزف الموسيقى وميادين الأحداث الرياضية.

- تستخدم شركات صناعة التبغ طرقاً تكتيكية مبتكرة بشكل دائم لتنشيط مبيعات منتجاتها. فشبكة التسويق معقدة، ولا تشكل الإعلانات على اللوحات على جانبي الطريق وعلى صفحات المجلات وعلى الإنترنت إلا أحد أشكال هذه الطرق المبتكرة. وتسعى شركات صناعة التبغ أيضاً لضمان عرض منتجاتها بوضوح في الأفلام السينمائية وعلى شاشات التلفزيون وفي عالم الأزياء. وترعى شركات صناعة التبغ الأنشطة الرياضية والترفيهية وتوزع منتجاتها المسجلة باسمها، وتنظم أنشطة ترويجية شعبية كثيرة في محاولة لكسب الزبائن ولاستبقائهم.

- إن الحظر التام للإعلانات هو وحده الذي يمكنه كسر شبكة التسويق. فلدى شركات صناعة التبغ طرق متعددة لاستهداف الشباب، والحظر الجزئي سيتيح لها الفرصة للتحول بما تخصصه من مصادر هائلة للدعاية، من أسلوب ترويجي إلى أسلوب ترويجي آخر.

* هل هناك خطر يتهدد الشباب في العالم النامي بشكل خاص؟ وماذا عن الشابات والفتيات الصغيرات؟

- يعيش في البلدان النامية أكثر من 80 بالمائة من شباب العالم، البالغ عددهم 1.8 بليون وتتراوح أعمارهم بين 10 و24 عاماً. وتستهدف شركات صناعة التبغ هؤلاء الشباب بكل ضراوة. ويقول أربعة من كل خمسة من المراهقين الذين يعيشون في البلدان النامية أنهم قد شاهدوا دعاية إعلانية جديدة تشجع على تعاطي التبغ.

- تستهدف شركات صناعة التبغ بشكل خاص الفتيات الصغيرات من خلال الإعلانات والترويج والرعاية للأنشطة؛ وهي تتبع استراتيجيات تسويق مدروسة بعناية لتشجيع الفتيات والشابات على تعاطي منتجات التبغ مع السعي لإضعاف المعارضة الاجتماعية والثقافية لهذا الاتجاه في البلدان التي لا تتعاطى فيها النساء التبغ بشكل تقليدي.

- يعد الارتفاع الملحوظ في معدلات تعاطي الفتيات والشابات للتبغ من أحدث المستجدات الوخيمة العواقب في الوباء العالمي للتبغ.

* هل يعد الحظر التام للإعلان عن التبغ هو الطريق الوحيد لحماية الشباب من تعاطيه؟

- يعد الحظر التام على الإعلان عن التبغ وعلى الترويج له وعلى رعاية شركاته للأنشطة من الأدوات الفعالة لحماية الشباب، وهو أحد الاستراتيجيات القوية التي صممتها منظمة الصحة العالمية لمكافحة تعاطي التبغ، الذي يعد السبب الأول للموت في العالم، وهو ما يمكن الوقاية منه.

- إن هذه الاستراتيجيات القوية الست تمكِّن البلدان من وقاية الشباب من وباء قد يقتل بليون شخص هذا القرن.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد