رغم أنني لم أقابله غير أنني أشعر أنني أعرفه مع كل قصيدة كتبها ومع كل فكرة بحروفه طرزها؛ فما إن يقرأ الإنسان له قصيدة إلا ويجد في ثنايا أبياتها هموم مواطن وشعور مسؤولومحبة صادق تجبر القارئ على إكمال القصيدة حتى آخر بيت منها.

إنه بحق فقيد الوطن؛ فالدكتور صالح بن عبدالله المالك لم يكن عضو مجلس الشورى ثم أمين المجلس فقط رغم أهمية هذا العمل وثقل المسؤولية، لم يكن كذلك فحسب، بل كان صالح المالك الإنسان الذي يشعر بالإنسان العادي رجل الشارع؛ فتجده يشاركه الهموم، ويحاول جاهداً مساعدته بفكرة يطرحها أو قصيدة يكتبها، حتى أن القارئ ليشعر أن الدكتور صالح المالك يعرف دقائق حياة بسطاء الناس وضعفائهم، وهذا ليس غريباً على مَن هذه سجيته، ومن كانت هذه عادته. ولم يشغله اهتمامه بالناس وعمله الرسمي عن اهتمامه بوطنه، حتى أن القارئ لقصيدة من قصائده ليعزم كل العزم على شكره على تلك القصيدة بل يحرص على أن يكتب عنها مقالاً، وكم هي المرات التي أعزم فيها على كتابة ذلك، ولا أبالغ حين أقول ذلك عن كل قصيدة؛ لروعتها وجمال أسلوبها وبراعة الدكتور صالح المالك في طرح فكرتها ولأهمية تلك الفكرة التي كتبها، حتى أن القارئ ليرى حب الوطن وإخلاص الدكتور صالح في كل بيت من أبياتها. ولقد أثبت بالفعل صالح المالك - رحمه الله - أن الشعر رسالة، وكان - رحمه الله - خير من يمثل تلك الرسالة؛ فرحم الله الدكتور صالح المالك فقيد الوطن وألهم ذويه الصبر والسلوان.