سان مالو - رويترز
ظل العمل على زوارق قبالة ساحل بريتاني صعبا طوال الوقت لكن مارك جانموان تحمله 20 عاماً حتى خفض ارتفاع أسعار الوقود دخل صائد السمك الفرنسي بمقدار الثلث في عام واحد. وفي الاسبوع العادي كان جرانموان يقضي يومه في البحر من مساء الأحد إلى صباح السبت يختلس بضع ساعات للنوم بين دورات عمل مدتها 18 ساعة. ويقضي يوما واحدا فقط في منزله مع زوجته وأطفاله الثلاثة. لكن الأسبوعين الماضيين كانا أبعد ما يكون عن الأسابيع العادية. فكان جرانموان ضمن آلاف الصيادين الفرنسيين الذين أضربوا عن العمل وعطلوا الموانئ ومستودعات النفط للمطالبة بخفض سعر الوقود. وقال بمرارة (بهذه الأسعار الحل الوحيد بالنسبة لنا هو ان نعود للتجديف).
وكان يمضي وقته في القيام باعمال صيانة لزورق جاد 3 الذي يملكه صاحب العمل والذي يعطل المرور إلى ميناء سان مالو. وقبل عام كان الصيادون يدفعون ما بين 30 و40 يورو سنت (0.47- 0.62 دولار) للتر الديزل الذي كان بامكانهم شراؤه معفى من الضرائب بموجب قواعد فرنسية. واقترب السعر الآن من 80 سنتاً مدفوعاً بارتفاع اسعار النفط الخام التي تضاعفت على مدى عام لتبلغ مستوى قياسيا عند 135 دولاراً للبرميل يوم 22 مايو ايار الجاري.
وجرى تداول النفط الخام امس بسعر 126 دولاراً للبرميل. ونتيجة لذلك أصبح صاحب الزورق جاد 3 ينفق ضعف ما كان ينفقه على الوقود فنقص ما يتبقى من مال يقسمه في نهاية الشهر على افراد طاقمه ومنهم جرانموان. وقال جرانموان (أكسب أقل مما كنت اكسبه العام الماضي بمقدار الثلث والعمل ليس أقل صعوبة. هذه هي الحياة التي اخترتها لكن صراحة إذا كان علي أن أعمل 18 ساعة يوميا لأكسب ألف يورو في الشهر فالأمر لم يعد يستحق العناء). واحتج الصيادون في اسبانيا كذلك على ارتفاع اسعار الوقود. وفي فرنسا احتج كذلك سائقو الشاحنات والمزارعون وشهدت دول الاتحاد الأوروبي من بريطانيا إلى هولندا وبلغاريا مظاهرات لسائقي الشاحنات.