حبانا الله في مملكتنا الحبيبة بشمس ساطعة تشرق باكراً وتغيب متأخرة، حتى إن فترة ظهورها تمتد إلى أكثر من خمس عشرة ساعة صيفا، مثلها مثل أغلب الدول العربية التي تسطع عليها الشمس (حوالي 4000 ساعة في السنة) مقارنة ببريطانيا التي تسطع شمسها أقل من ألف ساعة سنويا. بينما تحظى ألمانيا والسويد والدول الإسكندنافية بسطوع شمس قليل (حوالي 700 ساعة سنويا) وبإشعاع شمسي منخفض حوالي 200وات/ متر مربع على حين يبلغ الإشعاع الشمسي في المملكة العربية السعودية حوالي 600وات/ متر مربع، كما تشير الدراسات التي تنشرها مراكز الأبحاث المتخصصة.
وعلى الرغم من وجود هذه الثروة الهائلة في الطاقة الشمسية، إلا أن البطء في استغلالها واستثمارها أمر يدعو للعجب والتساؤل! في ظل تنامي المخاطر الكبيرة التي يسببها استخدام مصادر الطاقة المعروفة والشائعة مثل النفط بمشتقاته والغاز في تلوّث البيئة وتدميرها، مما قد يؤدي لكوارث تطال الإنسان والحيوان والنبات، كما أن الاحتياج المضطرد للطاقة يزداد بشكل متسارع، وأسعار البترول ترتفع بشكل مهول، والمخزون النفطي يقل، مما يجعل من الضروري مواصلة البحث دوماً عن مصادر جديدة للطاقة، لتغطية احتياجات البشر المتزايدة للحياة المتطورة التي نعيشها، وهنا يقتضي الأمر المناداة الدائمة بضرورة الاستفادة من حرارة أشعة الشمس باعتبارها طاقة متجددة ودائمة لا تنضب، فضلاً عن كونها طبيعية وآمنة.
ويؤكد ذلك رأي الدكتور صفوت عبد الحليم محمود أستاذ فيزياء الجوامد التجريدية في جامعة حائل بأن (الطاقة الشمسية الخيار الأفضل على الإطلاق، بل إنها أضحت في عصرنا الحالي تمثل دخلاً قومياً لبعض البلدان) مع ملاحظة أن بعض دول الخليج العربية التي تعتبر من أكثر بلاد العالم غنى بالنفط تستخدم الطاقة الشمسية، ولكنه ليس بالقدر الفعّال!!
وما يثير الدهشة والاستغراب استغناء بعض الأسر عن تجفيف الملابس بالشمس برغم فائدتها الصحية ومساهمتها في التقليل من استهلاك الطاقة، بدعوى أن النشافات والمجففات الكهربائية أكثر لطفاً وطراوة على الملابس والأقمشة، وقد تجهل فئة من الناس أن هناك حشرة في الفراش لا تقتلها أعتى المنظفات والمبيدات الحشرية، بينما تستطيع الشمس القضاء عليها في دقائق، وفقا لما أثبتته الدراسات في هذا الشأن. ولو تأملنا في أغلب سكان البلدان الأوروبية وهم يسبحون في الشمس، لعلمنا مدى أهميتها باعتبار أنها أكبر مصدر للكالسيوم، هذا العنصر الذي بدأنا نفقده في طعامنا وشرابنا وبيئتنا.
فأصبح أطفالنا معرضون للكساح وأمست سيداتنا مؤهلات لهشاشة العظام.
rogaia143@hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض 11342