** شدتني قصة معبرة رواها معالي الشيخ فهد بن خالد السديري في مذكراته التي نشرتها صحيفة (عكاظ)، حيث روى فيها قصة لطيفة تتعلق بإيصال الكهرباء إلى بلدة (يدمه) بنجران عندما كان أميراً لهذه المنطقة.
لقد روى الشيخ فهد السديري هذه القصة وأنا أنشرها ليستفيد منها مَن يراها من إخواننا أهالي المدن والمحافظات والقرى والهجر، وليعلم حاضرهم غائبهم وقارئهم أميّهم: يروي الشيخ السديري في مذكراته: أنه عندما زار وزير الكهرباء آنذاك د. غازي القصيبي قام بجولة معه على محافظات وقرى نجران، وكان المقرر أن يشمل مشروع الكهرباء بالمنطقة كل المواقع ما عدا محافظة (يدمه) لبُعدها، ولكن بعد زيارتهم بهذه الجولة شملها المشروع نتيجة لذكاء أهالي (يدمه) الذين أقاموا احتفالهم عند مقدمنا مستخدمين إضاءة (الأتاريك والسرج) رغم أن لديهم مولدات خاصة، وكان هذا التصرف الذكي سبباً لشمول يدمه بنور الكهرباء.
لله دركم يا أهالي (يدمه)، وأقترح أولاً على كل أهل بلدة يريدون خدمة أو مشروعاً أن يعملوا عندما يزورهم المسؤول الأول في الوزارة مثلما فعل أهالي (يدمه) الأذكياء!.
***
* فلو فرضنا أن وزير المياه زار بلدة تعاني من نقص الماء فإنني أقترح على أهالي هذه البلدة أن يحفروا بئراً في مكان الاحتفال، ثم يخرجون منها الماء بالدلاء عندما يريد الوزير أن يغسل يديه أو يتوضأ لصلاته ليرى معاناتهم!.
* ومن أرادوا مستشفى أو مستوصفاً فعليهم عندما يطل عليهم وزير الصحة بجولة مفاجئة أن يأتوا بأحد المرضى ثم يقوموا بعلاجه بالطب القديم كياً أو حتى عضاً أو غيره لكن أخشى هنا أن يضار المريض ولا يحصل المطلوب!.
* أما من يريدون طريقاً معبداً فعلى أهل هذه البلدة أن يقيموا احتفالهم بمكان ناء لا يتم الوصول إليه إلا عن طريق صعب متعرج ملئ بالمطبات ليدرك وزير النقل عناءهم (وتكسّر أضلاع) أهالي البلدة عندما يريدون أن يسافروا أو يرحلوا عبر مثل هذا الطريق فيحنّ لهم ويأمر لهم بطريق.
أما لو زارهم وزير العمل فلكي يثبتوا حاجتهم للاستقدام وبخاصة رجال الأعمال فإن على أهالي البلدة أن يباشروا شؤون الحفل بأنفسهم وبخاصة الطبخ وصب الشاي والتنظيف بأنفسهم ليرى المسؤول إيمانهم بالسعودة، وأنها بلغت 100% ولو ليوم واحد، وعندها يفتح لهم وزيرنا القصيبي أبواب الاستقدام ليستقدموا من أي دولة ومن أي باب يريدون.
(وهلم جرا) حلوة هلم جرا فأنا أزعم أنني لم أستعملها منذ كتبتها في دفتر الإنشاء مزهواً بها أمام المعلم عندما ألهمني إياها أحد أقاربي المتعلمين!.
** وبعد:
من له حيلة يا أهل المدن والمحافظات والقرى فليحتل ليحصل على المشروع الذي يريد.. (وما فيه حد أحسن من حد!) كما يقول الأشقاء على ضفاف النيل الذي كان ساحراً وجميلاً!.
لإبراهيم وهذا القرار
** أجدني أُكبر قرار رجل الأعمال الشيخ عبدالعزيز الإبراهيم في منع (بيع المشروبات الكحولية) في الفندق الفخم الذي يملكه بالقاهرة!.
قرار إيماني شجاع، لم يخشَ فيه لومة لائم، ولم يبال بالضجيج الإعلامي من بعض الكتبة بالصحف القاهرية، لقد استجاب فيه لنداء ربه، مؤثراً نفع الناس على جلب منافع مادية فانية.
إنّ الشيخ الإبراهيم رأى آثار تعاطي الخمور على الشباب والسياح الذين تلعب (الخمر) برؤوسهم فيتصرفون تصرفات سيئة ومؤذية.. وكم رأينا أمثال هؤلاء في (ردهات الفنادق) بأوضاع مشينة مخجلة.. باعوا فيها عقولهم، وأضاعوا أموالهم.
تحية لهذا القرار العاقل، وثق أيها الرجل النبيل بأن الله سيعوضك خيراً في الدنيا، وأجراً موفوراً لك ولوالديك بالآخرة.. فقد استجبت لأمر خالقك ورازقك باجتناب ما نهى عنه عندما قال في كتابه الذي لا يأتيه الباطل: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(90) سورة المائدة. رزقك الله من حيث لا تحتسب ورحم والدك العزيز.
الجفري نورس المحبة
منَّ الله عليكَ بالشفاء
** الأديب: عبدالله الجفري أخاطبك وأنت الآن على (سرير الشفاء) بما كنت تحب أن تخاطبني به (توأم روحي)!
أيها الأثير: عندما سمعت صوتك الخفيض الأربعاء الماضي وأنت تغالب الداء أحسست بألم يسكن نفسي فأنت الذي طالما انتصرت بقوة الحرف وضياء الكلمة على قسوة المعاناة ووجع الكلمات.
لطالما ظللتنا ب(ظلالك) عن حرقة الشمس وهجير الحياة.. نأتي إلى (غدير عباراتك) فنستاف العبير.. ونتعمّد بعطر الكلام.
أسأل الله أن يحن عليك بالشفاء لتعود إلى (حضن الحرف) الذي اعتدت عليه كأجمل مخدع ما بين تشوهات الحياة.. ولتعود إلينا (نورسا) يغني للحياة والحب ولضحكات الأطفال وأحلام الصبايا.
آخر الجداول
** للشاعر: سعد عطية الغامدي:
(حديثنا يا هديل
حيث أنت الآن في صفو الأثير
مذ أماط الغيب عن روحك أغلال المكان
فتسامت فوق قيد العمر
أو سجن الزمان
كل حرف لغة تستلهم الإحساس
في طهر الشعور
كل نجوى ومضة يأوي إليها حائر
يخشى العبور).
فاكس 014565576
Hamad.Alkadi@hotmail.com