كتب - سلمان العبيد
لم تكن المرة الأولى التي يهب فيها الوطن وفاءً ولن تكون الأخيرة بإذن الله، لأن ذلك هو ديدن أبناء هذه الأرض التي تنطلق وفاء شعباً كان أو قيادة، وقصة تضحيات لا تذهب هدراً تحت سماء المملكة وفوق ثرى مهبط الوحي ومنبع الرسالة، ولكن الجديد في الأمر هو دروس نثرها الحفل التكريمي في ليلة الوفاء، محورها أن الجهد لا يذهب جفاء والإخلاص في العمل يحكي ويخلد المبدعين أجيالاً وراء أجيال.
ذرفت عيوني دمعاً وأنا أرى آلاف الحضور ممن لم يشهدوا للماجد هدفاً، ولم يطربوا فرحاً يوماً لهدف في الدقائق الأخيرة تعود الماجد أن يهديه لوطنه، ذرفت الدموع لأني تيقنت بأن هذا الوطن يورث لأبنائه قصص التضحيات، ليبقوا حاملين أسماء أصحابها كأعلام في سماء هذه الأرض الخالدة.
في ليلة الثلاثاء الماضية كان كل شيء ينطق وطنا وكل شيء يجزل وفاء، رعاية كريمة من قيادة رشيدة علمتنا الوفاء لمبدعي هذه الأرض، وتكريماً لكل من قدم لها منجزاً أو رفع لها اسما، لتؤكد (من رفع راسك على كل الأمم يستاهلك).
يا لمحبتي لوطن يكرم رجال الملك عبدالعزيز ويخلد شهداء الواجب، ويرفع شعار خدمة ضيوف الرحمن، ويتبنى الموهوبين ويكرم أبناءه المخلصين من لاعبي الوطن، يا للحظات الفخر من كل الرياضيين عندما نسمع اسم سلمان بن عبدالعزيز راعيا ويا للحظات الوفاء عندما ترى الأمير سلطان بن فهد يحتضن الماجد ويهمس في إذن سالم مروان (شفاه الله) بعدم التردد في الاتصال به، وما أعظم لحظات يصرح بها الأمير نواف بن فيصل بأننا بالأمس مع سامي ويوسف واليوم مع ماجد وغداً مع حمزة، مؤكدين لنا جميعاً بأن طبع الوفاء لن ينقطع فهو سليل وراثة.
شكراً لماجد الذي أعطى لعقدين إخلاص وكرة قدم، شكراً للفارس الذي ترجل مُتعباً من بعده شكراً للماجد الذي أتاح لنا الفرصة لنقول له شكراً.