في رياضتنا السعودية.. أعجبني كثيراً ما طرحه المدرب القدير علي كميخ في برنامج كل الرياضة قبل أيام حول زيادة عدد الأندية في الممتاز لثمانية عشر نادياً.. وزيادة عدد الأندية في دوري الدرجة الأولى لستة عشر نادياً وفي دوري الدرجة الثانية لأربعة عشر نادياً.. لتتسع القاعدة ويستفيد المنتخب السعودي وتزداد البطولات حماساً وإثارةً.. ولعل لنا في من سبقونا عبرة من ذلك.. قد يعتقد البعض أنه من الصعب حدوث ذلك وأنه سيتبعه عدة مشاكل أبرزها جدولة البطولات وضغط المباريات وعدم توفر المصادر المالية لبعض الأندية الصغيرة.. ولكنني أحب أن أنوه إلى أنه لكل مشكلة مهما كان حجمها هناك حل.. ولكل مرض هناك دواء.. ولكل عثرة يجب ان يكون هناك انطلاقة نحو الأمام.
- سبق أن أشرت إلى أن المحترفين في أفضل الدول الكروية في العالم يلعب عدداً من المباريات خلال الموسم الواحد يفوق بكثير عدد المباريات التي يلعبها اللاعب السعودي.. مما يؤثر سلباً في منتخباتنا الوطنية عند مواجهة تلك المنتخبات في البطولات العالمية.. فلاعبوهم أكثر لعباً للمباريات وأكثر حنكةً وخبرةً وأكثر قوةً.. لكي نجاريهم لابد لنا أن نرتقي لمستوياتهم من خلال رفع مستويات بطولاتنا وخاصة بطولة الدوري السعودي الممتاز الذي يضم اثني عشر فريقاً فقط بينما تضم تلك الدول المتقدمة ما يقارب عشرين فريقاً.
- لمن يخالفني الرأي حول زيادة عدد أندية الممتاز لثمانية عشر نادياً.. خوفاً من المشاكل التي ذكرتها.. أذكرهم بأنه في الدوري الإسباني هبط فريق ليفانتي والسبب الرئيسي يعود لعدم تسلم لاعبيه لرواتبهم مدة عامين كاملين.. الرواتب تبلغ 16 مليون يورو وتم تخفيضها من قبل اللاعبين لـ13 مليون يورو.. لكن اللاعبين لم يتسلموا شيئاً بعد والفريق هبط للدرجة الثانية في إسبانيا.. وفي إيطاليا تم زيادة الفرق من ثمانية عشر فريقا لعشرين فريقاً.. ومشاكل الفرق الصغيرة تتكرر في كل عام.. يهبط من لا يحل مشاكله ويصعد من يثبت أقدامه مكانهم.. ولم يخلُ أي دوري أوروبي من ضغط المباريات أو من تعرض نجوم الفرق للإجهاد.. كل ذلك لم يمنع من سبقونا من زيادة عدد فرقهم ومن تكثيف عدد مبارياتهم.. فهل نعتبر منهم أم أننا سنقف مكاننا ونخسر عند مواجهتم بالأربعة والخمسة؟
- الريال الملكي العريق الذي زار مملكتنا الحبيبة قبل أيام وشارك في اعتزال النجم الأسطوري ماجد عبدالله.. بالرغم من الشعبية الجارفة للفريق الإسباني على مستوى العالم إلا أنه دائماً ما يصطدم مع الأندية العالمية الأخرى (التي تتمتع بذات الشعبية) عند انتهاء كل موسم وخاصة مع فتح أبواب سوق الانتقالات.. اصطدام الريال (المعتاد) مع انتهاء الموسم الأوروبي وفتح سوق الانتقالات كان مع الشياطين الحمر هذه المرة.. فريق مانشستر يونايتد بطل الدوري وبطل دوري الأبطال الأوروبي.. الفريق الأكثر نجاحاً هذا الموسم من بين كل أندية العالم.. وبمساهمة كبيرة جداً من نجمه الأول كريستيانو رونالدو.. البرتغالي الدولي تلقى عرضاً مغرياً من ريال مدريد للانتقال واللعب في صفوفه الموسم المقبل.. مما أثار حفيظة مدرب المان يونايتد السير أليكس فيرغسون وأثار أيضاً غضب أسطورة الشياطين الحمر السير بوبي تشارلتون الذي وصف مفاوضات الريال باللاأخلاقية.
- مانشستر يونايتد ليس النادي الوحيد الذي أعلن عدم رضاه عن طريقة ريال مدريد في مفاوضاته للاعبين.. فقد سبقه ميلان الإيطالي بخصوص كاكا البرازيلي.. والإنتر بخصوص إبراهيموفيتش.. وتشيلسي بخصوص روبن.. واليوفنتوس بخصوص زيدان.. وبرشلونة بخصوص فيغو (الذي تم وصفه بالخائن بسبب دفع قيمة إلغاء عقده مع البارسا من قبل الخصم اللدود ريال مدريد).. والقائمة تطول.
- قد يكون حقاً مشروعاً لأي ناد أن يدخل في مفاوضات مع أي لاعب آخر.. ولكن ما يمارسه الريال مدريد بالدخول عبر القنوات غير الرسمية؛ مما يسبب زعزعة ومشاكل للفرق المتضررة خاصة بعد أن يتم إغراء نجومها برواتب عالية وصفقات خيالية.. يدخل اللاعب والفريق في نفق مظلم يتبعه تدني المستوى ونشوء المشاكل والتصاريح التي من شأنها التأثير على استقرارية أي فريق مما يؤدي لتدني نتائجه.
- الفرق الأوروبية الكبيرة ومسؤوليها لا يُريدون منع ريال مدريد من ممارسة حقه في مفاوضة أي لاعب.. لكن المفاوضات يجب أن تكون مع قرب انتهاء العقد وعبر النادي نفسه.. فالنادي إما أن يقنع نجمه بالتجديد بعرض مالي مقنع أو يسمح بانتقال نجمه لأي فريق يود شراءه.. كريستيانو رونالدو عقده ينتهي في عام 2012م ولن يتمكن من الانتقال إلا بسماح النادي الإنجليزي له بذلك.. لكن النادي الإنجليزي يخشى الدخول في النفق المظلم الذي تحدثت عنه أعلاه (تدني المستوى، نشوء المشاكل، عدم التركيز والرغبة في الانتقال).
- هناك عداوة كبيرة بين ريال مدريد وآي سي ميلان.. العداوة أشبه بالحرب الخفية.. فما أن يبرز لاعب أو يقترب عقد لاعب من الانتهاء إلا وتحدث محارشات خلف الكواليس تثير غضب مسؤولي الناديين.. ولعل أبرز الأمثلة على ذلك هو قيام ميلان برفع راتب كاكا لتسعة ملايين يورو سنوياً حتى ينسيه عرض الريال.. ونفس الحال قبل عامين مع شيفشنكو الذي فضل ميلان بيعه لتشيلسي على ريال مدريد.. ميلان بدوره سبق أن تسبب في قيام النادي الملكي برفع راتب راؤول أسطورة الريال خوفاً من انتقاله للعب في إيطاليا.. ومؤخراً دخول ميلان على المدافع الإسباني راموس.. والنجم البرازيلي روبينهو.