«الجزيرة »- شيخة القحيز
بمناسبة انعقاد المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار في الفترة من 30-5 حتى يوم الجمعة 2-6-1429هـ برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أن مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين بشأن الحوار بين الأديان والمجتمعات انطلق من منطلق إيماني وإسلامي.
وأوضح فضيلته أن الدعوة استندت على ثوابت الشريعة الإسلامية الغراء وأصولها المتينة على نور من تعاليم كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وتوجيهاتهما لعموم البشر بالتعاون والتكاتف لإعمار الأرض وبناء المجتمع الإنساني على قواعد التواصل والتعارف والتآلف على الصدق والمودة. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}.
واستطرد فضيلته: إن الدعوة والسعي الحثيث المبارك من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- يسهم أيما إسهام في رقي المجتمعات الإنسانية إلى أعلى الكمالات التي جاءت من أجلها الرسالات السماوية، وآخرها رسالة سيد ولد آدم نبينا محمد -عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم- وهو إصلاح النفوس البشرية والعودة بها إلى فطرتها السليمة:{فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}.
وأكد فضيلته: إن في هذه الكلمة الضافية لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ما يدل على نظرته الشاملة للعالم أجمع، ومن المعلوم أن الدين الإسلامي الذي ننتمي إليه جميعا رسالة عالمية لا يختص بها شعب دون شعب، ولا عرق دون عرق آخر، بل هي رسالة شاملة لجميع شعوب الأرض، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}.
وأوضح فضيلته: إن مطالبة خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- لأمم العالم وشعوبه، باتخاذ الحوار وسيلة للتواصل بينها؛ بديلا عن المواجهات والعداوات، إنها دعوة إسلامية حضارية؛ لما في ذلك كله، ما يعود على العالم بالأمن والاستقرار، والسلام المبني على التفاهم المثمر للتقدم والازدهار والرخاء الإنساني قال تعالى: {وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.