ها هو الدكتور صالح المالك - رحمه الله - غيَّبه الموت بعد طول معاناة مع المرض جعله الله نقاءً وطهوراً عليه يوم يلقى ربه. التقيت بالدكتور صالح المالك قبل ثمانية عشر عاماً في بريدة كان في زيارة عمل

إبان توليه وكالة وزارة الشؤون البلدية والقروية. وكنت آنذاك طالباً في كلية الشريعة.

كانت مناسبة خاصة والحضور قليل العدد، تولى الفقيد - رحمه الله - زمام إدارتها وحوارها. فانبهرت عيناي وسمعي على هذا العلم؛ يتحدث عن هموم المجتمع وشجونه يصف الدواء ويحلّل القضية ويتفاءل نحو كل معضلة بوجود حل لها. كانت له آراؤه الخاصة في عدد من القضايا والمسلّمات وعاش بوطنية صادقة بعيدة عن التزلّف أو المناكفة.

أكسبه ذلك ثقة ولاة الأمر حفظهم الله بشخصيته المتميزة فكان من أوائل أعضاء مجلس الشورى لثلاث دورات متعاقبة.

لتزداد الثقة وتعلو الهمة ويقع الاختيار أميناً عاماً في مجلس الشورى، فكان نعم الأمين المؤتمن.

يعلن نتائج التصويت ويعلِّق ويتحدث بلا تكلّف أو عناء مع فصاحة وحسن بيان يأسران السامع.

عاش - رحمه الله - يحمل بين جوانحه العديد من العلوم والمعارف في الاجتماع والاقتصاد والبيئة والتنمية.. كتب في الثقافة وبحث في خصخصة الرياضة ودرس مؤسسات المجتمع المدني وأسهم في نشر ثقافة الانتخابات وألَّف فيها.

إنه أنموذج لعطاء هذا الوطن ودفقة لهذه النماذج المشرقة التي نزهو بها في كل مكان.

رحم الله الأديب الشاعر المثقف الوطني المخلص أبا هشام د. صالح بن عبد الله المالك.

وعزاؤنا لأسرته الكريمة ومحبيه الذين لا حصر لهم، وللوطن عزاء لا ينقطع.