انتقل إلى رحمة الله معالي الدكتور صالح بن عبدالله المالك -أمين عام مجلس الشورى- على إثر مرض ألم به بما ينوف على سنة يعالج منه في داخل المملكة في مستشفى الملك فيصل التخصصي وقبل ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد كتب آخرون بعد وفاة الفقيد عن سيرته وما كان يتمتع به رحمه الله من تواضع وأخلاق عالية، والدكتور صالح من المخلصين لدينه ثم لوطنه وولاة الأمر.. لقد كتب العديد من الأشخاص من معارفه ومحبيه عن ما كان يتمتع به الفقيد رحمه الله من صفات وخصال ولو كررنا ما كتب لطال المقال عن ما يتمتع به رحمه الله.
لقد تبوأ وظائف عدة بالدولة وأدى ما أوكل إليه من أعمال بأمانة وإخلاص مما جعله رحمه الله مثلاً لمن عرفه، وقدم الفقيد خدمات جليلة في المناصب التي تبوأها مما جعل له مقام جليل يستحق عليه التقدير.
وقد أوضح الكتاب عن بعض ذلك ولم نرد تكرير ما كتب عن الفقيد ومآثره فهو من الأدباء والمثقفين والعلماء البارزين.. وكل من عرفه رأى أن هذا الشخص هو الصديق الحميم لما يتمتع به من مروءة وأخلاق عالية لا يستغرب ذلك عليه لأنه من أسرة عريقة لها ماضٍ في خدمة الدين والوطن والولاء الصادق، لقد فوجئنا بوفاة هذا الفقيد وبادرنا في وقتها بالذهاب إلى مسكن شقيقه الدكتور أحمد بن عبدالله المالك لأن اجتماع العزاء في منزله وإن العين كانت لحظتها تذرف دمعاً والقلب يكتم حزننا، ولا نملك إلا أن نقول رحمك الله يا أبا هشام وأسكنك فسيح جناته.
ولقد أديت صلاة الميت على الفقيد رحمه الله في جامع الراجحي ولا أحد يتصور كثرة الجموع الغفيرة التي حضرت فقد كان المسجد على سعته وفساحته قد امتلأ بالمصلين، وازدحمت الطرق المتجهة للمقبرة بالسيارات التي أخذت ما ينوف على ساعة.. وامتلأت المقبرة من السيارات وأغلقت المنافذ من الازدحام ولم يتمكن من حضر للوصول إلى مكان الدفن للمشاركة في تشييعه إلى مثواه الأخير رحمك الله يا أبا هشام وأدخلك فسيح جناته وألهم أهلك ومحبيك وأصدقاءك الصبر والسلوان.
ومما يدل على أن هذه الأسرة الكريمة أسرة آل مالك لها من القدر والاحترام والتقدير لكل من عرف أفرادها حيث هم دائماً سباقون في أداء الواجب وقد وهبهم الله من مكارم الأخلاق والكرم والمروءة ما جعلهم مضرباً للمثل في الوفاء والكرم والإجلال لكل من عرفهم.
فهذا وما شاهدناه في يوم الثلاثاء 22-5- 1429هـ هجرية عند تشييع جثمان الفقيد معالي الدكتور صالح بن عبدالله المالك دليل على ذلك لقد كان آخر لقائنا بك يا أبا هشام قبل وفاتك بثلاثة أيام وكنت تتحدث معنا بطلاقة حيث تضرب الأمثال وتنطق ببعض أبيات الشعر التي تتمثل بها، وإذا جاءك الزائرون قابلتهم بصدر رحب رغم مرضك ولكن هذا مآل الدنيا.. كل من عليها فانٍ.. ولو كانت الدنيا تدوم لأهلها لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حياً مخلداً.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.