أطلق رجل ألماني يبلغ من العمر 55 عاماً رصاصات عدة على جاره في مشاجرة نشبت بينهما سقط على إثرها الضحية مضرجا في دمائه!! وذكرت شرطة مدينة آيدنهوفن بولاية شمال الراين غرب ألمانيا أن الرجل الخمسيني استدعى رجال الإسعاف، إلا أنهم لم يتمكنوا من إنقاذه.
وتؤكد الشرطة أن هذه المشاجرة ليست الأولى التي تنشب بين الجارين، حيث إنهما تشاجرا كثيراً من قبل بسبب تضرر الجاني من الضوضاء التي يصدرها الآخر.
والحقيقة أن الجيران إما أن يكونوا نعمة أو نقمة، فحين يؤكد معظم الأشخاص في العالم إلى أنهم مروا بمشكلات مع جيرانهم، للدرجة التي أدت للمشادات حتى أصبحوا في أكثر الأوقات من أشد الأعداء إن لم يتمكنوا من التفاهم والوصول إلى حلول ترضي الطرفين، بيد أنه من النادر أن تصل تلك المشكلات إلى حد القتل!! ولقد أوصى الإسلام بالجار، وأعلى من قدره؛ حيث قرن الله حق الجار بعبادته عز وجل وبالإحسان إلى الوالدين، واليتامى، والأرحام.
كما أكد على حق الجار لدرجة توقع الرسول صلى الله عليه وسلم أنه سيورثه.
وبنفس الدرجة شدد عليه الصلاة والسلام على عدم الاعتداء على الجار فقالَ: (والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، من لا يأمن جاره بوائقه) يعني ظلمه وغشمه والاعتداء عليه. والبوائق هي الشرور.
وتتركز حقوق الجار بكف الأذى عنه، والإحسان إليه، والصبر على إيذائه.
وهذه الأمور الثلاثة من قام بها فقد وفّى وحفظ حق جيرانه ومن أهملها ولم يبال بها فحتماً هو مقصر ومعتدٍ وظالم.
فليس أشد على الجيران من عدم مراعاة الحرمات.
وعلى جانب آخر قد يصبح الجار بمكانة الأهل وتعويضاً عن فقدهم أو البعد عنهم، وبذلك يكون قريباً من الروح عزيزاً على النفس، عندما يحافظ على حقوقه ويحرص على مشاركته أفراحه وأحزانه، ورعاية منزله في حالة غيابه أو حتى حضوره، ومراعاة حرماته.
ويكون الجار نقمة -حقاً- إذا تدخل في خصوصيات جاره واعتدى على منزله، وعمد إلى مراقبة حركاته وسكناته، ولا سيما في حالة مضايقة الأبناء لهم والشباب على وجه الخصوص الذين يجعلون الشوارع لهم مرتعاً لممارسة بعض هواياتهم المزعجة، ويتخذون سياراتهم مكاناً لمراقبة جيرانهم واختراق خصوصياتهم وإيقاعهم في حرج وقت الدخول والخروج من منازلهم، برغم الأمر الرباني الصريح بوجوب غض البصر.
ولا تستعجب حينئذٍ عندما تجد أحد الجيران يمسك بتلابيب جاره فلعله يكون معذوراً، فربما لم يراع ِ حرمة، ولم يحفظ حقاً!!
rogaia143@hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض 11342