ينتظر الهلاليون الليلة بشغف بالغ حسم رئاسة ناديهم التي يتنافس عليها الأمير بندر بن محمد والأمير عبدالرحمن بن مساعد، وهي المسألة التي جعل منها البعض معضلة كبيرة ومهمة صعبة ستطرح على طاولة أعضاء شرف النادي بل إن بعضهم ذهب بها إلى منحى آخر، وجعل منها قضية القضايا، مؤكدين أن الهلال يعيش مرحلة حرجة تتأرجح بين الخلاف والاختلاف، وإن كانت في نظري بعيدة كل البعد عن هذه وتلك إلا أن أمر حسم الرئاسة يعد حدثاً مهماً ومهماً لاعتبارات كثيرة لعل من أبرزها أنها تأتي في منعطف مهم للهلال ككيان والذي تنتظره استحقاقات مهمة خلال الموسم المقبل ولا سيما على صعيد الفريق الكروي الأول.

ومن المؤكد أن مهمة الرئيس القادم لن تكون سهلة ولا سيما بعد الإنجازات التي حققتها ألعاب النادي الموسم المنصرم والتي بلغت أكثر من 62 بطولة في مختلف الألعاب، وهو ما يعني أن الرئيس القادم مطالب بالاستمرار على هذا النهج، والمحافظة على المكتسبات الهلالية، خصوصاً أن جماهير الهلال لم تعتد الصبر، وليست من ذلك النوع من الجماهير الذي تكفيه بطولة كل موسم أو موسمين.

من جانبي لست مع من يقول إن هناك اختلافاً وخلافاً بين الهلاليين هذه الأيام حول من سيرأس النادي ويستقر به المطاف بين المنافسين على كرسي الرئاسة بعد نهاية الفترة الرئاسية للأمير محمد بن فيصل؛ فالمنافسة بين المرشحين - مهما كانت حدتها - لا يمكن أن نقول عنها بأي حال من الأحوال إنها خلاف أو اختلاف؛ لأن المنافسة على المنصب قبل الحسم أمر طبيعي وصحي.

الأهم الآن أن يتفق الهلاليون على الرئيس القادم وأن يحظى بدعم الجميع بلا استثناء وبلا تحفظات، والوقوف مع الرئيس أياً كان، ودعمه مالياً ومعنوياً؛ حتى يحقق طموحات الهلاليين. ومن الواجب أن يستفيد الرئيس القادم من مشاريع الرئيس المرشح الآخر وخططه؛ فالأهم هو الهلال وحاضره ومستقبله، وهذا ما أجزم بأن شرفيي الهلال يدركونه جيداً ويعملون من أجله.

الهلاليون الليلة مقبلون على منعطف مهم، ومن وجهة نظر خاصة أعتقد أن حظوظ الأمير عبدالرحمن بن مساعد هي الأقوى للفوز بالكرسي الأزرق - على الأقل من خلال وجهة نظر جماهيرية - وما أجده من ردود أفعال أنصار الهلال.

هؤلاء يرون أن عبدالرحمن بن مساعد يملك عدة مقومات مهمة أبرزها الرغبة في دخول التاريخ الذهبي للنادي، والأسماء الشابة التي تسربت للشارع الرياضي من أعضاء إدارته مثل الأمير نواف بن سعد وعادل البطي واللاعب الكبير سامي الجابر.

في حين يبقى للأمير بندر بن محمد تاريخه الناصع وتجربته الثرية مع الهلال إدارياً وشرفياً ورئيساً ورجلاً حاضراً مع ناديه في كل الأحوال والظروف وأشد الملمات، وهو ما جعله خياراً مفضلاً لبعض الهلاليين الذين يرون أن النادي بحاجة إلى خبرته وتمرسه خلال السنوات المقبلة.