الطائف - عليان آل سعدان
ودّع المواطنون في محافظة الطائف ومنطقة مكة المكرمة مؤخراً الشيخ محمد بن محمد بن يوسف اليوسف المعروف بالطيب إلى مثواه الأخير في مقبرة العدل بمكة المكرمة وفي موكب جنائزي كبير بعد أداء الصلاة في المسجد النبوي الشريف شارك فيه حشد كبير من الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء ورجال القضاء والتعليم والمسئولين وعدد من الشخصيات الأدبية والثقافية والتاريخية والتربوية والإعلامية.
وكان الشيخ الطيب -رحمه الله- من أهم الشخصيات التي لها دور بارز في نشر الدعوة والإرشاد في بدايات المراحل الأولى لتأسيس الدولة وكلفه المؤسس بالعمل في جنوب المملكة والإشراف على الوعظ والإرشاد في كافة أقاليم الجنوب ضمن العديد من الأشخاص الذين أسندت لهم مثل هذه المهام من قبل الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- لإرساء قواعد وأسس تعتمد على كتاب الله وسنة رسوله الكريم ومعهم فضيلة الشيخ سليمان الأحمد وحمد الحرقان وغيرهم ومنهم من انتقل إلى رحمه الله.
وتتلمذ الشيخ الطيب -رحمه الله- على يد فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية في ذلك العهد وفضيلة الشيخ عبد الله بن المانع رئيس مجلس القضاء في العهد الأول من مراحل التأسيس التي قادها الملك عبدالعزيز بنفسه وعاصر العديد من العلماء الأفاضل ورجالات التعليم وساهم في طرح العديد من الآراء والمقترحات لتطوير البنية التحتية في سلك القضاء والتعليم.. وكان من أبرز أفكاره ومقترحاته فتح مدارس لتعليم الكبار ومحو الأمية وأسس العديد من المشاريع التعليمية للبنين والبنات وفتح بنفسه أول مدرسة تُفتح للبنات بالطائف في بداية تأسيس الدولة السعودية -أدامها الله وعزها بنصره- ظل إلى آخر يوم في حياته محل اهتمام وتقدير المسئولين في المملكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله وسدد على طريق الخير خطاهما-.. تعرض للعديد من الوعكات الصحية في المراحل الأخيرة من حياته وبُعث على حساب الدولة للعلاج في المستشفيات العالمية المتقدمة... وقرر مؤخراً العلاج في أرض الوطن إلى أن توفاه الأجل يوم أمس عن عمر تجاوز المائة عام.. رحمه الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.