في هذه اللحظات، وأمام هذا الخبر الفاجع، تعطلت أمامي لغة الكلام، وحلَّ مكانها لغة الدموع، واستأسدت الأحزان أمام شخصي الضعيف، ولم أملك إلا أن أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. لقد كانت الفاجعة أليمة ومحزنة ومذهلة عندما هاتفني الناعي بنبأ وفاة أخي الحبيب، بل حبيب الجميع، الرجل الإنسان، والمواطن الصالح، الدكتور صالح بن عبدالله المنصور المالك الأمين العام لمجلس الشورى.. هنا تفجَّرت مشاعري، ووجدتني أجهش بصمت وبنبرات لم أستطع كتمانها.. في تلك اللحظة توقفت أحاسيسي، ولم أجد أمامي سوى صورة فقيدنا الغالي الذي لم تغب صورته الحقيقية عني سوى بضعة أيام، وكنت عندما اتصلت به مغرب يوم الخميس الذي سبق وفاته للاستفسار عن حالته وإمكانية زيارته كالمعتاد وجدته يتكلم ببطء ويشكو من آلام صدرية مفاجئة، تحيط به عائلته الكريمة، ويرغب أن أزوره مغرب يوم الثلاثاء لعل حالته تتحسن، وودعته والألم يعتصرني، وغالبني السهاد تلك الليلة، ولم أعرف أن هذا اليوم هو يوم نعيه ورحيله.. سبحان مقدر الأقدار ومحدد الأعمار. واليوم، وقد غادر دنيانا الفانية إلى رحاب ربٍّ كريم رحيم في دار الخلود والنعيم، وحتى يجمعنا الله وإياه بدار كرامته ومستقر رحمته بمشيئته تعالى، لا نجد أمامنا إلا تحقيق أمنيته بالدعاء له، ونتوجه للباري عزَّ وجلَّ بأن يُغدق عليه من شآبيب كرمه وعفوه، وأن يسكنه فسيح جناته مع عباده الصالحين.