الجزيرة - عبدالله البراك
شدد المحلل الفني ماهر السيف على ضرورة توفر المعرفة التامة بأدوات التحليل الفني والتخصص عند بناء المتداول لإستراتيجيته الاستثمارية، وقال السيف خلال الندوة التي نظمتها شركة أولاين بروكر للوساطة المالية بالتعاون مع شركة عرب للاستثمار أمس الأول حول إستراتيجيات التداول وبمشاركة الأستاذ جابر الهاجري: يتم قياس نجاح الإستراتيجية خلال تطبيقها على أدواتها الخاصة بها وعلى الفترة التي تتناسب مع هذه الأدوات. كما لابد أن يتم اختبارها خلال فترة لا تقل عن ستة أشهر حتى يتم اختبارها مع عدة فترات من السنة. وحول كفاية التحليل الفني في قراءة الأسواق، أشار السيف إلى أن في استثمار الأوراق المالية من المهم جداً التعرف على الاقتصاد العام للبلد، وبالنسبة للعملات العالمية من المهم التعرف بشكل عام على الاقتصاد العالمي حتى يعطي فكرة عن حركة اقتصاديات البلدان المختلفة وبالتالي انعكاسه على الرسم البياني في التحليل الفني. وعليه فإن التحليل الأساسي بشكله العام متمثلاً في الاقتصاد العام يضاف إلى أهمية التحليل الفني في قراءة الرسوم البيانية.
كما أن التحليل المالي يستخدمه في أغلب الأوقات المستثمرون، أما التحليل الفني فدليل المضارب في إجراء صفقاته. ولكن هناك قراءتين في هذا الأمر إحداها تقول بأن التحليل الفني يأتي بعد التحليل الأساسي، والأخرى تقول بأن التحليل الفني قبل التحليل الأساسي ومن خلال هاتين القراءتين نكتشف بأنهما مكملين لبعضهما البعض.
وحول مفاتيح النجاح التي يحتاجها المتداول.. قال السيف: من الضرورة أن تتوفر في المتداول ثلاثة عناصر وهي الصبر والتخصص والمعرفة التامة بالتحليل الفني، ونقصد بالتخصص معرفة الفترة التي نضارب أو نستثمر بها وأيضا نقصد به أن نختار مثلاً عملة واحدة ونضارب بها ونتابعها بكل مجرياتها. لعدم التشتت بين العملات الأخرى. وعن سبب الدعوة للتعلم ولو على الأقل التحليل الفني.. أشار السيف إلى أن من أسباب النجاح للإستراتيجيات والمضاربة معرفة التحليل الفني حيث إن كل الإستراتيجيات مبنية على التحليل الفني أو التحليل الأساسي. ومعرفة التحليل الفني كمثل معرفة قراءة دليل استخدام أي سلعة إلكترونية نشتريها. فالبعض يدرس هذا الدليل بشكل كامل وأساسي والبعض يتخبط في التجربة ويدعي المعرفة. ونحن ندعو إلى أخذ الأمور بأصولها. وعن كيفية تحديد المهارة والكفاءة في التحليل الفني، قال: قبل ذلك لابد من أن تسأل نفسك ما هي الدورات و ورش العمل التي درستها في التحليل الفني حتى أعرف بالضبط ما هي أساسياتي فيه. هل هي مبنية على الدراسة والعلم أم بالتجربة فقط. يمكن اختبار كفاءتي من خلال التحليل للرسوم البيانية المختلفة واختبارها بعد فترة من الزمن وهل تطابق النتيجة مع قراءاتي أم لا وما السبب في ذلك. وأشار السيف إلى أن هناك نصائح وسلوكيات للمتداول يجب أن يعرفها وهي أن كل شخص يسبح مع أسماك قرش فهل هو مستعد لذلك؟ ونقصد بأسماك القرش المحترفين في مكاتب الوساطات المالية العالمية ونحن هنا هواة فهل نحن مستعدون لمواجهة المحترفين. يجب علينا التسلح بالعلم والمعرفة وبالتالي نصيحتي للجميع (امتهنها مهنة) وخذها على أصولها الصحيحة.
من جانبه قال المحلل الفني السعودي ماجد العمري الذي كان متواجداً بالحدث: تظهر أهمية إستراتيجية التداول من خلال النتائج التي بمكن تحقيقها وتكون مبنية على التحليل الفني، وأضاف: إن المتداول وفقاً لإستراتيجية سجل نسبة نجاح تجاوزت 83% وبمعدل ربح 21% لكل صفقة مقابل نسبة فشل 17% ومعدل خسارة 7% لكل صفقة وذلك من خلال التعامل مع أقل من 20% من أسهم شركات السوق مقارنة بخسارة 14% للمؤشر العام خلال نفس الفترة. ومثل هذه النتائج تعكس مدى حاجة المتداول لوضع إستراتيجية تتفق مع طبيعة علاقته بالسوق مضارباً كان أو مستثمراً.وقد حضر الندوة عدد من المختصين بالتحليل الفني في المملكة والخليج العربي إضافة إلى المستثمرين وبعض الإعلاميين.