بيروت - وكالات
رأى محللون أن الامين العام لحزب الله حسن نصر الله تمسك في الخطاب الذي ألقاه الاثنين بالخطوط الحمر التي سبق له أن رسمها حول سلاحه بما يشكل رسالة قوية وحازمة للعهد الجديد الذي بدأ بانتخاب الرئيس ميشال سليمان.
وقال أسامة صفا، المحلل في المركز اللبناني للدراسات الاستراتيجية، إن نصر الله كرس في خطابه (ما أكدته الأوضاع على الارض خلال الحرب المصغرة التي جرت: إن سلاحه خط أحمر وأن أية مؤسسة لبنانية لن تجرؤ من الآن فصاعداً على أن تتناوله).
وحدد نصر الله في الخطاب الذي ألقاه لمناسبة الذكرى الثامنة لتحرير الجنوب مهمة سلاح حزبه ومهمة سلاح الجيش مشدداً على أن المقاومة ليست بحاجة إلى اجماع شعبي عليها. وأكد أن سلاحه لن يستخدم في الداخل وأنه لا يريد السيطرة على لبنان أو تغيير نظامه (لأنه بلد متنوع). ووصف صفا الخطاب بانه (هادئ، بعيد عن التصعيد، مطمئن بشأن السلاح ووجهة استعماله)، لافتاً إلى ان البعض قد يرونه (خطاب المنتصر). وقال (حدد عنوان المرحلة المقبلة بأنها ستكون انتخابية بامتياز وان عناوين اساسية مثل المقاومة والمحكمة الدولية اصبحت جانباً).
ووصف نبيل بو منصف المحلل السياسي في صحيفة (النهار) اللبنانية موقف نصر الله بانه (خطير جداً). وقال (بطريقة واضحة ومباشرة نصر الله يفرض مفهومه الخاص للاستراتيجية الدفاعية على مفهوم الدولة. لم يتغير شيء في موقفه ويحاول أن يفرضه على العهد الجديد والأكثرية).
واعتبر ان الخطاب (يشكل رداً على خطاب القسم) الذي حدد فيه سليمان الخطوط العريضة لعهده الذي يمتد ست سنوات وأنه (يناقضه تماماً). وقال (طرح سليمان هو طرح ابن الدولة المتعاطف مع المقاومة ولا يمكن لأحد أن يزايد عليه. رغم ذلك وضع له حدوداً). واضاف (غير صحيح ان السلاح لم يستخدم لتحقيق مكاسب سياسية بالعكس وما ورد في الخطاب هو من جملة المفاعيل الناجمة عن ذلك). واشار بو منصف إلى ان طرح نصر الله نموذج رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري الذي اغتيل عام 2005 فيما يتعلق بالعلاقة بين الدولة والمقاومة قد (مر عليه الزمن).
وقال (هذا النموذج كان في واقع الوجود السوري الذي يقول أنت دورك الاعمار وانت دورك المقاومة). وراى النائب الياس عطا الله من الاكثرية ان (الخطاب رسم حدود العلاقة بين دولة الامر الواقع والدولة الشرعية). وقال (في خطاب القسم المقاومة تقوم على وحدة الشعب ومبرر وجودها تقصير الدولة في الماضي وتفككها والآن علينا الاستفادة من قدراتها في اطار استراتيجية دفاعية. أتى الرد وفق معادلة سابقة للتحرير لم تعد تصح اطلاقاً ترتكز فيها المقاومة على جزء من الشعب بما يعني أن وحدة اللبنانيين ليست مهمة).
من ناحيته رفض فؤاد السنيورة رئيس حكومة تصريف الاعمال التعليق على مضمون الخطاب مكتفياً بالقول للصحافيين اثر اجتماعه بالرئيس سليمان (افضل عدم التعليق حالياً). إلى ذلك انتقدت صحف المولاة الثلاثاء نقاطاً اوردها الامين العام لحزب الله حسن نصر الله حدد في خطابه الاثنين خصوصاً تلك المتعلقة بسلاح حزبه والاجماع الشعبي على المقاومة. وعنونت صحيفة (المستقبل) في صدر صفحتها الاولى (نصر الله يتصدى لخطاب القسم) الذي ألقاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحدد فيه الخطوط العريضة لعهده الذي يمتد ست سنوات.
ولفتت (المستقبل) إلى أن الامين العام للحزب الشيعي أكد أن المقاومة ليست بحاجة إلى إجماع شعبي وأن سلاحها مخصص للتحرير فيما سلاح الجيش للدفاع عن الوطن والمواطنين، معتبرة انه (بهذا استعاد الازدواجية مع الدولة). وعنونت صحيفة (الشرق) (خطاب تصعيدي لنصر الله تلازم مع اطلاق نار) في اشارة إلى اشكالات بين انصار الموالاة والمعارضة وقعت في بيروت واعقبت الخطاب.
ورأت صحيفة (النهار) ان نصر الله أظهر في خطابه (مزيجاً من التشدد في موضوع السلاح والمرونة في مد اليد السياسية خصوصاً إلى تيار المستقبل لمعالجة المضاعفات الخطيرة لحوادث 7 ايار - مايو) التي أسفرت عن سيطرة الحزب عسكرياً على بيروت.