رحم الله الدكتور صالح بن عبدالله المالك.. الرجل الطيب.. البشوش.. المحب للخير.
رجل يستقبلك بابتسامته.. ويودعك بمثلها أو بأحسن منها.
رجل متعدد المواهب، شاعر مرهف يتفاعل مع قضايا أمته، ويحولها إلى قصائد تتحدث بلسان الناس جميعاً، خصوصاً الناس الخيرين.
إداري متميز منذ تسلم أمانة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثم وكيلا لوزارة الشؤون البلدية والقروية ثم عضواً في مجلس الشورى لثلاث دورات متتالية، ثم أميناً عاماً لمجلس الشورى حتى ابتلاه الله بالمرض العضال، ومع إصابته بمرض ميؤوس الشفاء منه، إلا بقدرة الله، إلا أن الرجل احتسب ذلك وظل يؤدي عمله ويتنقل بين أمريكا والمملكة طلباً للعلاج.. يواصل عمله، بقرض الشعر، يشارك الأمة همومها فيكتب عن مأساة أطفال العراق وفلسطين وما يواجه الامة الإسلامية من أخطار.
رغم معرفته بمصيره، كان متفائلاً، لا تشعر أنه حزين وعلى وجهه هدوء المؤمن المحتسب.
كنت أراه عندما يحضر لمكتب (أبوبشار) لتسليم قصائده، يستقبلك بابتسامة يشعرك وأنت تصافحه أنك صديق وأخ.. يتبسط معك دون تكلف، رغم منصبه ومكانته الاجتماعية والعلمية.. رجل متواضع دون تكلف، تشعر أنك تحبه لأنه يشعرك بمحبته.
تتعامل معه كأخ كبير.. وكأب تستخرج من قصائده كثيرا من الحكم والتجارب التي كونها في مسيرته المهنية والعلمية والأكاديمية.
الدكتور صالح بن عبدالله المالك، رجل إداري محنك.. وشاعر مرهف، وقبل ذلك إنسان بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.. رجل يجسد الإنسانية في مسلكه وعلاقاته وشعره وعمله سواء أثناء حياته الأكاديمية عندما كان أستاذاً في جامعة الملك عبدالعزيز أو جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أو في عمله بوزارة الشؤون البلدية والقروية، في مجلس الشورى طوال أكثر من أربعة عشر عاماً منها اثنا عشر عاماً عضواً في مجلس الشورى لثلاث دورات متتالية قدم خلالها مع زملائه خلاصة تجاربه الأكاديمية والعلمية والمهنية، ثم اختير لأمانة المجلس، وكان اختياراً موفقاً فالرجل يختزن خبرة قيادية وإدارية فذة، ولكن إرادة الله، والمرض العضال حرم البلد من هذه الكفاءة والقدرة القيادية، فلم يمهله المرض، وانتقل إلى رحمة الله تاركاً سفراً حافلاً بالأعمال الطيبة والخيرة، وسمعة رائعة لرجل خدم دينه ووطنه وقيادته ومجتمعه وأهله.
رحم الله الدكتور صالح بن عبدالله المالك الرجل الذي فقده الوطن وفقده محبوه وما أكثرهم.
jaser@al-jazirah.com.sa