أعلنت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بدء القبول في كلية الطب بالجامعة. من الحوار الذي أجرته جريدة الحياة مع عميد الكلية الدكتور خالد آل عبدالرحمن يتبين أن كلية الطب بجامعة الإمام سوف تتميز بخصوصية تبعدها عن بقية كليات الطب في العالم. وضع الدكتور عبدالرحمن قائمة من المقررات التي ستضع هذه الكلية ضمن المسردة الطويلة التي يتم توصيفها عادة بكلمة إسلامية. الجغرافيا الإسلامية، الأدب الإسلامي، الإعلام الإسلامي. وسندخل من خلال هذه الكلية على شيء جديد وهو الطب الإسلامي ثم ننتقل إلى التفاصيل، إلى الصيدلة الإسلامية، والعلاج الطبيعي الإسلامي، والتمريض الإسلامي، والإشعة الإسلامية، والمختبر الإسلامي الخ. لينتهي الطبيب المتخرج من هذه الكلية ثلثين داعية وثلث طبيب. يقول الدكتور عن رؤية الكلية المستقبلية أنها ستكون نموذجاً مميزاً في التعليم الطبي يجمع بين الأصالة والمعاصرة. من الصعب فهم مدلول الإصالة والمعاصرة فيما يتعلق بكلية تعتمد على البحوث والتجارب العلمية التراكمية. يمكن أن تكون تلك النظرة أو النظرية مفهومة في الشعر وفي الخطابة وفي القصة والرواية ولكنها متعذرة في المسائل العلمية التي تعتمد على التجربة. يسرد الدكتور في الحوار بعضاً من العلوم التي سوف تضيفها جامعة الإمام على علوم الطب لتميزها وربما تمنحها ما سماه ب(الأصالة والمعاصرة). ستقدم الجامعة لطلابها بعضاً من العلوم الطبية الحديثة مخلوطة مع علوم الدين وعلوم الأولين. مقرر الطب النبوي والطب المبني على القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية ومقررات الدراسات الفقهية ومقررا فقه الطبيب المسلم ومقرر الطب البديل وسيسمح (يستثمر على حد تعبيره) لأعضاء التدريس الموجودين الآن وليس لهم علاقة بالطب أن يقدموا ما لديهم من علوم على طلاب الطب.
الملفت للنظر في هذه الكلية الناشئة أنها قررت حرمان المرأة من الالتحاق بهذه الكلية. التوجه العام لهذه الجامعة في فلسفتها الكلية هو الفصل التام بين الجنسين والمطالبة الدائمة أن تتطبب المرأة عند المرأة والرجل عند الرجل. هذا التضييق الأيدولوجي يتطلب توفير كادر طبي نسائي يعادل في كميته وجودته الكادر الطبي الرجالي على اعتبار أن عدد النساء يتساوى مع عدد الرجال. دعماً لهذه الأيدولوجيا كان يجب أن تبدأ الجامعة بقبول الطالبات لا أن تستبعدهن حتى إشعار آخر. تفضيل الرجال في هذه الأيدلوجيا ولد نظرة متناقضة. يتناقض مفهوم الأولوية للرجال مع المطالبة بعزل الرجال عن النساء. من الواضح من العلوم المساندة التي ستقدمها الجامعة للطلاب وما سماه الدكتور بأخلاقيات الطبيب المسلم أن من أولوياته فصل الرجال عن النساء وبالتالي ستحرم المرأة المريضة من الاستفادة من الطبيب المتخرج من جامعة الإمام.
الشيء الملفت للنظر لمسة عقلانية تشكر عليها الجامعة عندما قررت أن يكون التعليم باللغة الإنجليزية. كلنا نتمنى أن يتم تعليم كل العلوم باللغة العربية ليس من باب حب اللغة العربية فقط ولكن أيضاً لأن الإنسان لا يتعلم حق المعرفة إلا بواسطة لغته الأم. مع الأسف التعليم باللغة الأم يحتاج أمرين كلاهما غير متوفر: أن تكون صانعاً للعلم والمعرفة أو أن يتوفر لديك حركة ترجمة إستراتيجية.
فاكس 4702164
yara. bakeet@gmail.com