بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد ومن والاه.
لا أخفي عليك عزيزي وحبيبي القارئ أنني ترددت كثيراً في كتابة هذه الزاوية ولكن إيماني ويقيني أن البخل ليس بشح الجيب للمقتدر فقط، وإنما هو يشمل الشح بالفكر والعلم والثقافة أينما كانت وجهتها ومنافعها لمجتمعنا الغالي ورياضتنا السعودية.
عزيزي القارئ
نحن الرياضيون مدينون لقيادتنا الرياضية بكل معاني الحب والتقدير فليس لطموح سمو قائد رياضتنا وسمو نائبه حدود فهما لا يألوان فكراً وجهداً وعطاءً فيما فيه علو شأن الرياضة والشباب في مملكتنا الحبيبة.
فلا عجب أن ترى الرياضي السعودي كما هي قيادته الرياضية يتوهج طموحاً وسيظل كذلك بإذنه تعالى، بدعم ومؤازرة من لدن حكومتنا الرشيدة حماها الله.
(المقيمون يا رياضيون)
تشرفت في الأشهر الماضية بدعوة من أصدقاء وأحباء عاشقين للرياضة ومشرفين على فرق الأحياء لكرة القدم (الحوراي) في مكة المكرمة وجده التي تعتبر اللعبة الكبرى في جذب الشباب نظراً لشعبيتها الفائقة على مستوى الرياضة في العالم، وكلي شكر وامتنان لهم على تلك الدعوة والتكريم الذي حظيت به منهم -عسى أن أكون أهلا لهذا التكريم- وكان من عناصر اللاعبين مقيمون أجانب شدوا انتباهي بمستواهم وموهبتهم الفذة.
عزيزي القارئ
المقيمون الأجانب بالمملكة يمثلون ثروة بشرية لا بأس بها بجانب ثروة المملكة من شبابها، وهم متواجدون في ربوع المملكة من أقصاها إلى أدناها ومنهم من هو مولود بأرضها وتربى من خيرها ولا يعرف بلده الأصلي، بل منهم من لم يزر بلده مرة واحدة طوال حياته، وقد رأريت بأم عيني ثروات ومواهب من المقيمين لم تجد من يحتويها ويوجه طاقتها إلى النجومية ويسخرها لدعم طموح رياضة الوطن، وحفاظاً على أمن الوطن ومن منطلق المقولة الدارجة بين العامة (اشغله لا يشغلك) وبدلاً من أن تكون لدينا طاقات مهمشة ومهدرة تتخبط يمنة ويسرة لقضاء وقت فراغها.
كما أن بعض تلك الطاقات قد تتوجه إلى سبل لا تحمد عقباها.
حبذا احتواء هذه الشريحة من الشباب المقيمين التي تمتلك موهبة تؤهلها إلى خدمة الأندية السعودية تحت آلية ونظام يحدده المختصون في الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحادات الرياضية.
وحبذا لو أدرج الرياضيين الموهوبين من المقيمين في قائمة من تشملهم لوائح ونظم التجنس ولا سيما وأن والدة البعض منهم سعودية الجنسية، وأؤكد وأجزم بأن الكثير منهم سيضفي الشيء الكثير للأندية السعودية وسيكونون إن شاء الله دعامة قوية للمنتخبات الوطنية في الكثير من الألعاب الرياضية وخاصة كرة القدم.
ولانضمام تلك النخبة من المقيمين لرياضة الوطن أبعاد فنية، واقتصادية، واجتماعية، وأمنية تخدم الوطن الحبيب.
هذا ما أرى، وللقائمين على الحركة الرياضية ما يرون.
والله من وراء القصد
Fahad@al-faisaly.com