واشنطن - (ا. ف. ب)
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أن المسبار الأمريكي فونيكس قد هبط بلا عوائق على المريخ الأحد ليستكشف للمرة الأولى المنطقة القطبية للكوكب الأحمر ودراسة تربته الجليدية والبحث عن مؤشرات إلى حياة بدائية سابقة فيه.
وقال مسؤول في المهمة بينما كان التصفيق وهتافات الفرح تعلو في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الأمريكية في باسادينا بكاليفورنيا (غرب)، إن (المسبار فونيكس قد هبط).
ووصلت رسالة الراديو التي تؤكّد نجاح وصول فونيكس في الساعة 23.53 ت غ، أي بعد 15 دقيقة على ملامسة المسبار أرض المريخ.
وهذه هي المدة الضرورية حتى تجتاز الرسالة بسرعة الضوء الـ 276 مليون كيلومتراً التي تفصل المريخ عن الأرض.
وبعد سبع دقائق، هبط المسبار فونيكس الذي دخل فضاء المريخ بسرعة 21 ألف كلم في الساعة، واعتبرت تلك الخطوة التي اتسمت بتباطؤ شديد مرحلة بالغة الخطورة.
واجتاز مسبار فونيكس الذي بلغت تكاليفه 420 مليون دولار 679 مليون كلم منذ انطلاقه في أغسطس 2007م، ودخل الطبقة الجوية العليا من المريخ في حوالي الساعة 23.31 تغ بسرعة 21 ألف كلم في الساعة، ثم بدأ مرحلة هبوط محفوفة بالمخاطر تلاها الهبوط برفق بعد سبع دقائق. ولم تنج في السابق، سوى 45% من محاولات الهبوط على المريخ.
وقال سميث (إنني متوتر قليلاً، لأن الأمر ليس سهلاً).
وأضاف مدير برنامج استكشاف المريخ في الناسا داغ ماكويستشن (فترة الدقائق السبع هذه تكتنفها شكوك كثيرة) بسبب السرعة الهائلة للهبوط النهائي على سطح المريخ.
وكان فونيكس ما زال في مساره الصحيح مساء السبت، ما دفع بمسؤولي المهمة إلى اتخاذ قرار قبل 21 ساعة على دخوله الغلاف الجوي للمريخ بعدم الحاجة إلى تصحيح المسار، بحسب بيان نشر على موقع مختبر الناسا.
وعلى غرار المركبات السابقة استخدم فونيكس درعاً حرارية للجم دخوله إلى الغلاف الجوي، ثم فتح مظلة تبطئ من سرعته.
عندئذ تشتعل صواريخ الهبوط في المسبار قبل 37 ثانية ليحط بهدوء على مسانده الثلاث في منطقة فاستيتاس بورياليس، وهي سهل قطبي مسطح قليل الصخور.
ويطفئ المسبار بعد دقيقة على وصوله إرساله اللا سلكي لتوفير طاقة البطاريات وينتظر دقيقة قبل مد لاقطين شمسيين، حتى يتبدد الغبار كي لا يلوث الألواح الشمسية.
وزوّد المسبار بمعدات تعمل على تحليل تركيبة التربة الجليدية لرصد مركبات الكربون والهيدروجين بشكل خاص، وهي العناصر الضرورية للحياة.
كما يمد المسبار المزوّد بكاميرا بعد وصوله إلى المريخ ذراعاً متحركة بطول 2.35م قادرة على الحفر حتى عمق متر في الأرض.
وتستطيع إحدى المعدات في الذراع تسخين العينات لرصد المواد القابلة للتطاير كالماء.
وكان المسبار الأميركي مارس اوديد عثر عام 2002 على كميات كبيرة من الهيدروجين على سطح الكوكب، ما أكد أن المريخ، ولا سيما المنطقة القطبية فيه مغلفة بالجليد.
كما عثرت الآليتان الأمريكيتان اوبورتونيتي وسبيريت اللتان تواصلان استكشاف منطقة خط الاستواء على المريخ منذ ثلاث سنوات على أدلة على وجود المياه سابقاً.
ويبلغ عرض فونيكس بعد مد لاقطيه الشمسيين خمسة أمتار وطوله 1.52 م ووزنه 350 كلغ من بينها 55 كلغ من المعدات العلمية. ويجري فونيكس مهمته التي تستغرق ثلاثة أشهر في حرارة تتراوح بين 73 و33 درجة تحت الصفر.