«الجزيرة»- أحمد القرني
اختتمت بقصر الأمم المتحدة بجنيف أعمال المؤتمر الخامس والستين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون في دورته الثالثة والثلاثين الذي عُقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي. أوضح ذلك الدكتور توفيق بن أحمد خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون. وأضاف أن المؤتمر بدأ بكلمة ترحيبية لمعالي الدكتور حمد بن عبد الله المانع وزير الصحة رئيس الدورة الثالثة والثلاثين للمجلس، وأشار إلى أن هذه الدورة التي بدأت منذ أربعة أشهر قد حفلت بالعديد من الأنشطة والفعاليات والإنجازات المتميزة التي تعكس عمل هذا المجلس.
ثم ألقى المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون كلمةً عدّد فيها إنجازات مجلس وزراء الصحة ودور المكتب التنفيذي في تحقيقها خلال الفترة القليلة الماضية من عمر هذه الدورة.
بعدها بدأت جلسات المؤتمر؛ حيث خرج البيان الختامي لهذا المؤتمر بالعديد من القرارات، كانت على النحو الآتي:
الرعاية الصحية الأولية
وافق وزراء الصحة بدول مجلس التعاون على طلب مملكة البحرين عقد المؤتمر الخليجي السابع للرعاية الصحية الأولية خلال النصف الأخير من عام 2009م، على أن يتم فيه عرض التجارب الخليجية الناجحة، كما أكد معالي الوزراء أهمية الالتزام السياسي بدول مجلس التعاون لتطبيق وتطوير نظام الرعاية الصحية الأولية، وبذل الجهود اللازمة لإشراك كافة فئات المجتمع مع التركيز على أوجه إصلاح وتطوير الرعاية الصحية الأولية وطب الأسرة والمجتمع على ضوء المتغيرات العالمية، واستقراء الاتجاهات المستقبلية بناء على مخرجات مؤتمر ألماتا العالمي (مطلع 2009م)، وتشكيل لجنة تضم المختصين في هذا المجال من دول المجلس، تجتمع على هامش المؤتمر الدولي بدولة قطر (أوائل نوفمبر 2008م)؛ للإعداد والتجهيز لهذا المؤتمر الخليجي، كما تمت الموافقة على عقد اجتماع موسع للجنة الخليجية للرعاية الصحية الأولية في مملكة البحرين، بمشاركة المدير العام للمكتب التنفيذي وأعضاء الهيئة التنفيذية والقيادات العليا المسؤولة عن الرعاية الصحية الأولية خلال النصف الأول من شهر يونيو 2008م؛ بهدف متابعة ما تم إنجازه من القرار رقم (4) للمؤتمر (64) والقرار رقم (3) للمؤتمر (63)، وتحديد المعوقات ووسائل التغلب عليها، خاصة فيما يتعلق بوضع شعار (عام 2009م لتعزيز الرعاية الصحية الأولية) موضع التنفيذ، والعمل على تطبيق مبدأ (طبيب أسرة لكل أسرة) على قائمة هذا البرنامج، ووضع الخطة التنفيذية الخليجية لتطوير البرنامج الخليجي للرعاية الصحية الأولية وفق مراحل زمنية محددة (2009 - 2018) ضمن الخطوط العريضة للخطة الاستراتيجية المعتمدة مع إعطاء الأولوية لدعم (نظم طب الأسرة والمجتمع)؛ لمجابهة التحديات المتعلقة بالرعاية الصحية الأولية وإدراج برامج (الصحة المدرسية) كجزء لا يتجزأ من خدمات الرعاية الصحية الأولية، ومناقشة التصور العام لخطة (بناء القدرات الوطنية والتدريب المتخصص) لجميع العاملين في الرعاية الصحية الأولية، ووضع شعار ومحاور المؤتمر الخليجي السابع للرعاية الصحية الأولية الذي سيعقد في مملكة البحرين، والعمل على تدعيم الأنشطة التخصصية لرعاية مرضى الأمراض المزمنة والفئات الأكثر عرضة للخطورة ضمن منظومة الرعاية الصحية الأولية، وأن تمتد هذه الأنشطة إلى خارج مراكز الرعاية الصحية، وأن يقوم أطباء الأسرة بدورهم الريادي في تفعيل مفهوم الرعاية المنزلية الممتدة وتحفيز القوى العاملة الصحية الوطنية ودعم انخراطها في مجالات الرعاية الصحية الأولية وطب الأسرة، وإعطائهم الأولوية في التوظيف والتطوير المهني بما لا يقل عن نظرائهم في التخصصات الأخرى مع رصد الحوافز الوظيفية والمالية للعاملين في المراكز الصحية وإعطاء الأولوية القصوى لأهمية نظم المعلومات في الرعاية الصحية الأولية ودورها في اتخاذ القرار المبني على المعطيات ودعم حوسبة أنشطة المراكز الصحية، وتبنى وتعزيز تطبيق مفاهيم جودة الأداء واستخدام المؤشرات القياسية لتحسين الإجراءات وتطوير الأنشطة ضمن إطار ترسيخ إدارة الجودة الشاملة وضمان سلامة المرضى والمستفيدين من الخدمة، مع أهمية الاستفادة من الأدلة الإرشادية والمناهج الأكاديمية الوطنية والإقليمية والعالمية لتعزيز مفهوم الرعاية الصحية المبنية على البراهين، وحث دول المجلس على المشاركة الفاعلة في المؤتمر الدولي للرعاية الصحية الأولية الذي تقرر عقده في دولة قطر في 3-6 من ذي القعدة 1429هـ الموافق 1-4 نوفمبر 2008م، والطلب من دولة قطر تحديد مستوى التمثيل المطلوب وعدد الأعضاء المرشحين للمشاركة من كل دولة من دول المجلس.
تسعيرة الأدوية
طلب وزراء الصحة بدول المجلس من شركات الأدوية تقديم سعر الاستيراد المعتمد للمملكة العربية السعودية لكونه الأرخص في أغلب الأحيان في حال تسجيل المستحضر لدى الدول الأعضاء، أو الأخذ بسعر أرخص من ذلك تمهيداً لتطبيق قرار المجلس الأعلى الموضح أعلاه. كما تقرر إعادة الموضوع إلى اللجنة الخليجية للتسجيل المركزي لمزيد من الدراسة إضافة إلى معطيات الدراسة التي قدمها المكتب التنفيذي بهذا الصدد والنظر في إمكانية أن تدخل أو تتفاوض الدول الأعضاء في شراء الأدوية للقطاع الخاص ككتلة واحدة شأنها شأن برنامج الشراء الموحّد مع الأخذ في الاعتبار الواقع الاقتصادي لكل دولة.
حث وزراء الصحة بدول المجلس الدول الأعضاء على تبني سياسات وبرامج تعليمية وتوسيع قاعدة الدراسات العليا في المجالات الصحية ودرجات الزمالة في مجال طب الطوارئ والإسعاف مع مراعاة توافر الاحتياجات الأكاديمية والعملية التي تتطلبها هذه التخصصات والتوسع في استخدام نظم المعلومات الصحية والاتصالات بما فيها البطاقة الذكية Smart Card وتيسير استخدامها بما يكفل دعم الأنشطة الإسعافية والطوارئ بكل كفاءة وفعالية، واستخدام أساليب التقنيات الحديثة في توفير الرعاية الإسعافية والطارئة، وخصوصاً نحو توزيع الحالات الحرجة والربط بين المراكز المتقدمة للخدمات الإسعافية والحادة والعناية المركزة وتطوير القدرات الوطنية في مجالات التأهب لمواجهة الكوارث وإدارة المخاطر والحد من شدة التأثر بها وتخفيض آثارها الجانبية بما فيها المشكلات النفسية والاجتماعية والوقاية منها، وإيجاد كافة الإجراءات الاحترازية لضمان تشغيل عمل المؤسسات الصحية وحث الدول الأعضاء على سرعة تسمية أعضائها في اللجنة الخليجية لخدمات طب الطوارئ وفق الرؤية والرسالة والأهداف الاستراتيجية التي حددها المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ونتائج الحلقة، وتكليف اللجنة للقيام بتقويم الوضع الراهن بدول المجلس ووسائل تطوير خدمات الطوارئ الطبية طبقاً للمستجدات العالمية ووضع خطة عمل للدراسات والمسوحات الوطنية المتعلقة بعبء الأمراض الناتج عن الكوارث وحوادث الطرق والإصابات، والتنسيق وتفعيل التعاون مع كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية والأهلية ذات العلاقة والاسترشاد بالتجارب الخليجية الرائدة وتفعيل دور النشاط الخيري.
صحة الفم والأسنان
اعتمد وزراء الصحة بدول المجلس الخطة الخليجية لرعاية صحة الفم والأسنان المقدمة من اللجنة الخليجية لصحة الفم والأسنان والطلب من الدول الأعضاء العمل على تفعيل وتنفيذ ما ورد بهذه الخطة من بنود حسب ظروف كل دولة والإمكانيات المتوافرة لديها، مع تكليف الدكتوره صبيحة المطوع - عضو اللجنة الخليجية لصحة الفم والأسنان بدولة الكويت - كمنسق عام لكافة البرامج التوعوية والنشرات المطبوعة الخاصة بالأسبوع الخليجي لتعزيز صحة الفم والأسنان وتبادل المعلومات بين الدول الأعضاء في هذا الخصوص، على أن يتم وضع شعار المكتب التنفيذي والشعار الموحد للجنة الخليجية والأسبوع الخليجي المتفق على تنفيذه في الأسبوع الأول من شهر مارس من كل عام بعد اعتماده من المكتب التنفيذي، واعتماد ورقة العمل المقدمة من دولة الكويت كنموذج استرشادي لبرنامج توعوي لصحة الفم والأسنان، يستهدف الأم في مرحلة الحمل والرضاعة وكذلك الأطفال من الفئة العمرية التي تمتد من الولادة إلى سن الثانية عشرة. كما طلب معاليهم من المكتب التنفيذي بمخاطبة مكتب التربية العربي لدول الخليج نحو دراسة إمكانية إدراج المواضيع الخاصة بتعزيز صحة الفم والأسنان وتضمينها في المناهج المدرسية، كذلك وافق الوزراء على إدراج مادة فارنيش الفلورايد (Fluoride Varnish) للأسنان بصفة دورية للأطفال ضمن عيادات الطفل السليم (Well Baby Clinics) المطبقة في كل دولة.