من الرائع حقاً أن تهتم الجهات المسؤولة (كل جهة واختصاصها) بما تطرحه الصحافة من أسئلة لتوضح للقراء ما يتناوله الكتاب من قضايا تهم الجميع، أما (التطنيش) فهو كما قلنا سابقاً يعود لعدة أسباب من أهمها أن يكون الطرح واقعاً وحقيقياً فتجبن هذه الجهة أو تلك من مواجهة الواقع والاعتراف بالقصور أو الخطأ أو أن المسؤولين في تلك الجهة عاجزون على الرد الشافي النافي وبذا فليسوا هم كفؤاً للمسؤولية. أما الاحتمال الثالث فهو (التطنيش) عمداً وعن سابق إصرار وترصد وبذلك احتقار أو تعالي أو تجاهل أو تسفيه للصحافة، بل تجاهل مروع لأصحاب المشاكل التي يتناولها الكتاب عبر صحافتهم التي تعتبر صوتاً للناس وهمزة وصل بين المواطن والمسؤول وخصيصاً المواطن الذي ليس بمقدوره لسبب أو لآخر إيصال شكواه إلى أذن المسؤول.

على أية حال اسمحوا لنا أن نشكر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من خلال بحوث الموارد الطبيعية والبيئة ممثلاً بالمشرف عليه الدكتور العزيز الأخ عبدالعزيز محمد السويلم الذي رد موضحاً وبكل موضوعية عن موضوعنا السابق (متلازمة الدبدبة) أي المرض الذي يصيب الإبل التي ترعى في منطقة الدبدبة إذ يقول في رسالته التوضيحية:

(خلال السنوات الثلاث الفائتة ظهر مرض عصبي قاتل جديد في قطعان الإبل بمنطقة الدبدبة لم يكن مألوفاً لدى رعاه الإبل والذين سموه بمرض الدبدبة نسبة لاكتشافه من تلك المنطقة ووبائية مرض الدبدبة ليست عالية ولكن نسبة وفيات الحيوانات التي تصاب به مرتفعة جداً وقد تصل إلى 77%.

وبعد أن كثرت البلاغات بحدوث هذا المرض وبتكليف من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظه الله.

قامت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بدراسات تستقصي أسباب هذا المرض الجديد وطرق الوقاية منه وللقيام بذلك كونت فريقا علميا من المدينة وجامعتي القصيم والملك فيصل يضم متخصصين في التشخيص الميكروبولوجي والأحياء الجزئية والاستقصاء الوبائي والتشخيص المرضي وأجرى هذا الفريق عدة دراسات متخصصة في منطقة الدبدبة والحيوانات المصابة وتوصلوا إلى عدة نتائج إيجابية وبناء على ذلك عقدت مدينة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع وزارة التعليم العالي ورشة عمل بعنوان متلازمة الدبدبة في الإبل في جلسات ضمت الجلسة الأولى أربع محاضرات على النحو التالي مقدمة عن مشروع مرض الدبدبة البحثي. الأهداف والأسباب ألقاها الدكتور عبدالعزيز السويلم بعد ذلك تم عرض تقرير فريق جامعة القصيم ألقاه الدكتور مساعد بن حمد الضبيب ومن ثم تقرير فريق جامعة الملك فيصل بالأحساء قدمه الدكتور عصام بن جميل اليماني وفي الجلسة الثانية تم تسليط الضوء على أمراض الإبل العصبية وتتضمن أربع محاضرات أيضاً على النحو التالي (الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي في الإبل ألقاها البروفيسور (رام كيشان) رئيس قسم الأمراض الوبائية والمعدية في الهند بعد ذلك محاضرة بعنوان الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي في الإبل (التشخيص الميكروبيولوجي) ألقاها البروفيسور أورليش ديرن من المعمل البيطري المركزي بدبي في دولة الإمارات العربية المتحدة ومن ثم محاضرة بعنوان الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي في الإبل (التشخيص الباثولوجي) ألقاها الدكتور منصور فارس حسين من كلية الزراعة في جامعة الملك سعود.

أخيراً محاضرة بعنوان الأمراض العصبية في الإبل مسببات السموم ألقاها البروفيسور آلان اندريوسواريش أستاذ الأمراض في أستراليا.

ونحن هنا لا يمكننا إلا أن نقول شكراً لكل من اهتم بهذا الموضوع بدءاً من ولي عهدنا الأمين حفظه الله مروراً بكل الدكاترة المختصين بهكذا موضوع وشكرنا موصول أيضاً للدكتور عبدالعزيز السويلم راجين في الوقت نفسه أن يتوصل هؤلاء الدارسون الأفاضل إلى إيجاد العلاج الناجع لهذا المرض الذي نرجو أن لا يقضي على صديقنا الحميم في هذه الصحراء ألا وهو (جملنا العزيز).