«الجزيرة» - فهد الشملاني
قال السفير البريطاني لدى المملكة إن التحولات الكبيرة التي شهدها اقتصاد المملكة وقيامه على أسس متينة تتوافق مع متطلبات منظمة التجارة العالمية، كإنشاء هيئة سوق المال والأنظمة الخاصة بذلك، أدى إلى تنامي اتجاه شركات مالية بريطانية كبرى للاستثمار في السوق السعودي .. مشيراً إلى أن الفترة الحالية شهدت حركة مكثفة من قبل رجال الأعمال البريطانيين ولقاء نظرائهم السعوديين من أجل عقد شراكات اقتصادية هامة في مجال الوسائط المالية والمصرفية، والاستفادة من الخبرات والقدرات التي تتمتع بها الشركات البريطانية في هذا المجال والمناخ الاستثماري السعودي الجيد.
وأشاد السيد وليام باتي في تصريح ل(الجزيرة) بالمناخ الاستثماري الذي تتمتع به المملكة وقدرتها على التغلب - وبفترة وجيزة - على المؤثرات الأمنية التي حدثت في السابق، والدور الذي قامت به الجهات الأمنية للقضاء على ظاهرة الإرهاب، وأن سرعة هذه الإنجازات أعطت موثوقية كبيرة للمستثمرين، وأضاف (أن كثيراً من المستثمرين البريطانيين عادوا إلى المملكة للاستثمار بثقة أكثر من السابق نتيجة الاستقرار الأمني والاقتصادي، وأن نظرتهم للمملكة تغيرت كثيراً لتحسن وضعها الأمني وانضباطه).
ودعا السيد باتي بضرورة تسهيل إجراءات تأشيرة الدخول لرجال الأعمال البريطانيين، ملمحاً أنه لمس من بعضهم عدم الرضاء عن بعض الإجراءات كمدة التأشيرة.
وعلى صعيد آخر أفصح السفير البريطاني لدى المملكة عن قرب الإعلان عن إنشاء شركة استثمارية سعودية تستثمر في المجالات الاقتصادية الأساسية في كلا البلدين .. وأضاف أن عدداً من رجال الأعمال البريطانيين والسعوديين يعكفون حالياً على وضع اللمسات الأخيرة على إنشاء الشركة، وتعد أحد الثمرات التي جناها القطاع الاقتصادي من زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى المملكة المتحدة، مؤكداً على أن الشركة كانت موضع اهتمام المسؤولين في الدولتين، وأنها مدار بحث موسع لدى المجلس السعودي البريطاني.
ولم يعط السيد باتي تفاصيل أوسع عن الشركة معتبراً أنها من شؤون القطاع الخاص والذي يرجح أن يعلن عن قيامها قريباً.
إلا أن مصادر مطلعة أوضحت أن الشركة سوف تبدأ عملها في هذا الصيف، برأسمال يقدر بحوالي 2.25 مليار ريال.
ونوه السفير البريطاني بعمق العلاقات التاريخية التي تربط بين المملكة وبريطانيا في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، ولفت إلى أن المملكة تعد من أكبر شركاء بريطانيا التجاريين في الشرق الأوسط، حيث يقدر مجموع المشروعات البريطانية السعودية المشتركة بنحو 200 مشروع تصل قيمة الاستثمار فيها إلى أكثر من 56 مليار ريال، وحقق برنامج التوازن الاقتصادي المنبثق من اتفاقية اليمامة الموقعة بين البلدين نتائج مميزة في العديد من المشروعات التنموية داخل المملكة، مبرزاً أهمية رفع التبادل التجاري بين البلدين وفتح آفاقاً جديدة في التعاون الاقتصادي بين المملكة وبريطانيا.