رسالة إلى من أعذر الله إليه، إلى من جاوز الستين، إلى من وهى شبابه، ورق عظمه، وشاب شعر رأسه، واحدودب ظهره، مضى أكثر العمر، ودنا موعد السفر، قرب الحصاد، رأيت المواعظ والعبر فما اتعظت ولا اعتبرت، وقد آن أوان التوبة فسوفت وأجلت، لقد ذهبت السكرة وبقيت الفكرة، انظر أمامك لترى النهاية، وانظر خلفك لترى ماضيك الذي هو مستقبلك، تذكر أن أعمار أمة محمد صلى عليه وسلم ما بين الستين والسبعين وقليل من يجاوز ذلك، وقد أعذر الله إلى من تجاوز الستين، تذكر أن لكل حي حصاداً وأن حصادك قد دنا وحل، وأنك منذ ولدت وأنت تسير نحو النهاية وقد شارفت الوصول، انتبه من طول الأمل وحب الحياة واعتبر بمن مضى وفات، وتذكر أن الإنسان يكبر ويكبر معه حب المال وطول الأمل، فاحذر من الركون للمال أو الصحة والعافية، احذر من الدنيا وتزينها وتصنعها وإياك أن تنشغل بالفانية عن الباقية، تدارك أيامك قبل أن تنصرم وأن تنحصر عليها، قلل من اللهو وانتبه لما هو آت، اعلم أن دوام الحال من المحال، ولكل بداية نهاية، ولكل نهاية أجل محتوم لن تستأخر عنه ساعة ولن تستقدم، تذكر أن الموت قادم لا محالة وأنه أقرب من شراك النعل، أفق من غفلتك وانتبه لرسائل الأجل فالقدوم قريب فتأهب للرحيل وتزود للمسير وتذكر أن كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
Imis1234@hotmail.com