أحسب أن أهل الخير والصلاح في هذا البلد المبارك وجميع الإعلاميين فيه، كلهم يعرفون الزميل فهد بن محمد العثمان -رحمه الله- فعندما يرحل أحد من أهل الخير عن دنيانا تحزن عليه القلوب، وتذرف عليه العيون دموعها، غير أننا لا نقول إلا ما يرضي الرب تعالى.. دموع حارة، ودعوات خالصة لله تعالى من علماء ودعاة وصالحين كي يتقبل الله فهد العثمان عنده في الصالحين، وأن يكتب كتابه في عليين. مشهد الدموع والبكاء ممن حضروا جنازته، وقد جرت الدموع على وجوههم في جامع عتيقة بالرياض عصر الخميس 10-5-1429هـ. وكذلك في مقبرة الدرعية حزناً وألماً على فراق ورحيل الزميل فهد العثمان ليس اعتراضاً على قدر الله، وإنما البكاء على الفراق شعار المحبين، وهدي سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، ترافقت مع فهد العثمان سنين طويلة في رحلة تسجيل برنامج (نور على الدرب) فكان - بحق - ثروة من الكرم والخلق النبيل، وحب الخير، وبذل المعروف، والدعوة إلى الله تعالى، وحب الصالحين وأحسب أن فهد العثمان -رحمه الله- كان تجسيداً حياً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول: (ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في مسجدي هذا شهرا) كان - رحمه الله - يمشي في حوائج الناس حريصاً على كسب الحسنات، والتقرب إلى الله عز وجل، وكان من أبر الناس بأمه - رحمها الله - حريصاً على إرضائها، حتى لحق بها، ودفن بقربها في مقبرة الدرعية، وكان -رحمه الله- محباً لأهل الخير، ولأهل العلم والدعوة، حريصاً على حضور مجالسهم، وتسجيل ندواتهم ومحاضراتهم. ولست أنسى حديث سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله تعالى- أيام تسجيل برنامج (نور على الدرب) و(شرح المنتقى) حيث كان سماحته - رحمه الله - يتودد مع الزميل فهد العثمان - رحمه الله - ويسأله عن والدته وأولاده. وكان الزميل فهد - رحمه الله - يعرض على سماحته حوائج الناس وطلباتهم، فيقضي سماحته منها ما يستطيع على الفور، لشدة ثقته فيه. وكان للزميل فهد - رحمه الله - مكانة عند العلماء الذين كان يسجل معهم، وذلك لما عرف عنه من سلامة منهج، ووسطية تفكير، وحب للخير، وحسن خلق، وبذل للمعروف.
إن مشهد جنازة الزميل فهد العثمان -رحمه الله- وحضور محبيه من كل مكان إنما هو دليل على محبة الناس للصالحين ولأهل الخير، كما قال الإمام أحمد - رحمه الله -: بيننا وبين القوم يوم الجنائز.. وإنا لنحتسب فهداً عند الله تعالى، ونحسبه من الصالحين، والله حسيبه، ولا نزكي على الله أحداً ونسأل الله تعالى أن يوسع له في قبره، وينوره له، وأن يرفع منزلته في الجنة، وأن يتقبل فيه دعاء الصالحين، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.