قد يعجز اللسان عن التعبير عما شاهد خلال شاشات التلفاز، يوم الثلاثاء 8-5-1429 هـ الموافق 13-5- 2008م، من إنجاز وعمل متكامل لمنظومة الشؤون الصحية في الحرس الوطني خلال الخمسين سنة الماضية، والفرحة تغمر الجميع على الجهود الكبيرة التي تحققت من إنجازات صحية عالية المستوى، وذلك في وقت قياسي من عمر البناء والتطور، فقد وضح الفلم الوثائقي البدائية البسيطة والمتواضعة للخدمات الصحية وأسلوب التدرج العقلاني والمنطقي للرقي بها حسب الإمكانات المتاحة حتى وصل اليوم إلى مستوى راقٍ وعالٍ بأيدٍ سعودية تعمل بكل جد وإخلاص.
فالحفل المقام بمناسبة وضع حجر الأساس لجامعة الملك سعود الطبية ومركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية والمشروعات الأخرى، بيد قائد المسيرة وراعي نهضتنا والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- دلالة أكيدة على الجهود المضنية، حيث بدأ جلالته بقطف ثمار ما زرعه خلال الأعوام الماضية من العمل والبناء في الحرس الوطني، والشؤون الصحية خاصة.
فالحفل لم يقتصر على وضع حجر الأساس، بل تعداها إلى العديد من الإنجازات الجيدة التي أعلن عنها في مجال الشؤون الصحية من حيث البدء بالتعليم والتدريب الطبي بالجامعة قبل أن يعتمد مبناها الأساسي، وذلك مما وضحته المسيرة لعدد من الأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات، هذا يدل على أن هناك رجالاً يعملون بحرص واهتمام كبير، يسابق عجلة الزمن في إيجاد كوادر طبية وطنية قادرة على العمل والعطاء بكل إخلاص وأمانة.
لا يسعني في هذا المقام إلا أن أرفع أسمي آيات التهاني، لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد الأمين - حفظهما الله- وللعاملين في الشؤون الصحية في الحرس الوطني وعلى رأسهم معالي الدكتور عبدالله الربيعة، الذي يتمتع بسمعة عطرة طيبة، ونائبه وكبير المهندسين في الشؤون الصحية المهندس عبد الرزاق بن حمد الدبيان، وزملائه المهندسين المخططين والمنفذين لهذا المشروع الجبار المتكامل، فهؤلاء الذين عملوا على مدار الساعة بكل إخلاص وأمانة حتى يظهر المشروع بالصورة المشرفة التي شاهدنا ليحقق طموحات ورغبات خادم الحرمين الشريفين.
أتمنى من العلي القدير أن يكون هذا المشروع صرحاً من صروح العلم والمعرفة في المجال الطبي والبحث العلمي وأن ينفع به أبناء الشعب السعودي، فهذا المشروع العلمي العملاق إنما هو هدية من مللك الإنسانية لمملكة الإنسانية.
هدية قيمة لا تقدر بثمن فقد حمل المشروع في طياته معانٍ كثيرة لا تقتصر على المباني والمنشآت والمبالغ الباهظة التي صرفت وستصرف على هذا المشروع وأمثاله، إنما القضية أكبر وأسمى حيث النظرة الثاقبة والفكر النير الذي أرد منه ملك الإنسانية أن يقدم هدية عظيمة ودائمة لأبناء الشعب السعودي لكي يستفيد منه شباب اليوم، وسيظل شامخاً يخدم الأجيال القادمة سواء بالبحث والتعليم والتدريب أو بالاستفادة من مخرجاته من الأطباء المتخصصين والممرضين من كلا الجنسين.
أكرر التهاني، وأتمنى من العلي القدير أن يديم على الوطن الغالي الأمن والأمان وأن نشاهد ونسمع كل يوم عن مشروع يخدم الوطن والمواطن. والله ولي التوفيق،،
المندوب الدائم للمملكة لدى اليونسكو سابقاً
E-mail: debian52@hotmail.com