والدي: عندما تفيض مشاعر الإنسان... حباً وحناناً وحنيناً... وتهطل دموع تسيل من عمق الأحداق... تنحدر من نهر الأعماق... لا تعبِّر عن صدق الشعور... عن ما تكنه دواخل الصدور... شعراً كانت أو نبضاً على السطور.

صوتك وأنت والدي تحادث ابنك... يحمل في طياته... نبراته ما يحمله قلبك من طهر النقاء... مع كل دقة من دقاته.

في حديثك ترحمت على شقيقك (ناصر) ودعوت له...

عدت بي إلى زمن لم ولن تستطيع أن تمحوه السنون... تاج من الفخر على هامات الجبين... مهما صاحبه من الشوق والأنين...

ناصر... سلطان واحد كلاكما... جمعكما دم عبدالعزيز... واجتمعت بكما.

إن رحل ناصر... فأنت مددت يداً من أعماق روحك... احتضنتني... دعمتني... علمتني...

أيها القائد الوالد المعلم كيف يكون الوفاء... العطاء... التضحية ومن الله الرجاء.

أبي: لست أبحث عن مناقب أذكرها فيك ولك... سبقني وسيسبقني أقلام... وأقلام لن تصل إلى ما يجيش في كوامن النفس.

مذ عرفتك سحابة خير لم يتوقف غيثها على أرض لم تعرف الجفاف إذ أزال خير عطائك عنها الظمأ بعفة وكفاف.

حروفي سيدي... بسيطة... قليلة لا تُعبّر عما تختزنه الروح... التي لو بيدي حملتها لك على كفوفي... قدمتها لك... بلسماً للجروح.

أحبك... نعم... من ثنايا العقل... حتى أخمص القدم... ألست الوالد... الإنسان وأنا الابن يملأ قلبه حب الله والإيمان... ابن وجندي لسلطان.

سيد الرجال... ربما يتساءل سائل... ابن يكتب عن والده... ما السبب... هناك للعشق ألف سبب... ليس كل ما يُعلم يُقال... لا تُختصر أعمال الرجال... بمقال.

أدعو لك كما يدعو لك يتيم حضنته... مريض عالجته... مشرد آويته... محتاج أغثته... مظلوم نصرته... وخائف أمّنته.

والدي أكتفي بذلك... لو أطعت النفس... لا يكفي الورق... سأكتب فيك ولك بالدم والحب والعرق... والدي.