«الجزيرة» - ياسر المعارك
أبدى رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز تذمره الشديد حول رفض بعض المستشفيات غير التابعة لوزارة الصحة استقبال المصابين المنقولين عن طريق إسعاف الهلال الأحمر السعودي، موضحا سموه أنه ترأس لجنة للرفع بمعاقبة ومحاسبة الجهات التي ترفض استقبال المرضى والمصابين بحجة عدم وجود أسرة أو بحجج واهية مشددا على الجهات المختصة بتطبيق العقوبات على تلك المستشفيات وإلزامها باستقبال المرضى والمصابين لإسعافهم بالوقت المناسب وإنقاذ أرواحهم.
وانتقد الأمير فيصل بن عبدالله ضعف الاهتمام بالتدريب والتأهيل في جمعية الهلال الأحمر السعودي خلال مسيرة الجمعية فعلى مدى 75 عاما لا يوجد سوى 34 مبتعثا وأربعة متخصصين فقط في المملكة في طب الطوارئ، وعد هذه الأرقام بالكارثة مؤكداً على أن المرحلة المقبلة من مسيرة الجمعية ستركز على جانب التدريب والتأهيل، متمنياً أن يتفهم مسؤولو وزارة المالية أهمية هذا الجانب ويوفروا الدعم اللازم لذلك.
جاء ذلك في تصريحات صحفية عقب افتتاحه المؤتمر الدولي السابع للجمعية السعودية لأمراض الدم الذي نظمته مدينة الملك فهد الطبية ويستمر حتى الخميس المقبل.
وطالب الأمير فيصل بن عبدالله وسائل الإعلام بتسليط الضوء على المؤتمرات والندوات العلمية، بخاصة التي تهتم بالجانب الإنساني بغية وصول نتائجها وتوصياتها لعامة المجتمع، مبيناً أنه لا يهتم بها إلا المختصين والمهتمين في ذات المجال.
ودعا الأمير فيصل رجال الأعمال بإقامة مراكز خيرية متخصصة بأمراض الدم والأورام، تعنى بشؤون المرضى من الفئة الخاصة، وتقدم لهم خدمات مميزة، كمركز الشيخ عبداللطيف للكشف المبكر في مدينة الرياض.
وعن ما توصل إليه برنامج الإسعاف الطائر لجمعية الهلال الأحمر السعودي، بيّن الأمير فيصل بن عبدالله أن الجمعية قدمت لوزارة المالية في خطتها المستقبلية لميزانية 1429هـ احتياجاتها المتعددة، ومنها الإسعاف الطائر، مشيراً إلى عدم اعتماده من قبل المالية.
من جانبه، رحب الدكتور عبدالله بن سليمان العمرو المدير العام التنفيذي في مدينة الملك فهد الطبية، في كلمته خلال الافتتاح، وقال إن رسم رؤية لمستقبل مشرق وتحقيق حلم لخدمة طبية راقية لا يتم دون دعم لبرامج علمية وأكاديمية عالية المستوى، مشيراً إلى أن التدريب والتعليم جزء لا يتجزأ من رسالة المدينة الطبية.
وبين العمرو أن مؤتمر أمراض الدم، يتطرق لجانب مهم من أمراض الدم الحميد منها والخبيث ويناقش العديد من أوراق العمل العلمية، ويعرض أحدث ما توصل إليه العلم في هذا المجال، متمنياً أن يؤثر هذا المؤتمر إيجابياً على تقديم الخدمة الطبية للمرضى كي تكون هذه الخدمات من الأفضل عالمياً.
من جهته، أوضح الدكتور عبد العزيز بن محمد الحميضي مدير مركز الأمير سلطان لأمراض الدم والأورام في مدينة الملك فهد الطبية، أن المؤتمر يثري الفريق الطبي بالموضوعات التي تتعلق بأمراض الدم والأورام، إضافة إلى موضوعات تتعلق بتحديث وسائل فحص نقل الدم عن طريق فحص الحمض النووي للأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق نقل الدم.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور محمد قاري رئيس الجمعية السعودية لأمراض الدم: إن مؤتمر الدم يعد مؤشراً لاتساع الخدمة الطبية لتشمل برامج التعليم الطبي المستمر، لافتاً إلى التقاء أكثر من 1000 طبيب ومختص في أدق فروع علم الدم من مراكز عالمية مختلفة، وذلك لإثراء النقاشات العلمية المختصة بأمراض الدم والأورام.
عقب ذلك تشرف المشاركون والداعمون للمؤتمر باستلام الدروع من الأمير فيصل بن عبدالله، بعدها افتتح سموه المعرض المصاحب لمؤتمر أمراض الدم وشاهد الرسومات الفنية لأطفال مصابين بأمراض الدم، كما قام سموه بشراء لوحة فنية يذهب ريعها لمرضى السرطان.