الظهران - حسين بالحارث
أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية أن الاتفاقية التي وقعت بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً لا تتعلق بحماية المشآت النفطية السعودية، مشيراً سموه إلى أنها تختص بالجوانب التقنية الحديثة لاستخدامها في حماية المنشآت بأيدٍ سعودية.
وقال سمو وزير الداخلية عقب رعايته مساء أمس حفل تخريج الدفعة 38 من طلبة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران: أما حماية المنشآت النفطية فسيحميها الله ثم السعوديون.
وحيال برنامج المناصحة ومحاكمة الفئة الضالة، قال سموه: (المناصحة مستمرة والحمد لله دائماً.. والمحاكمة قريباً إن شاء الله).
وكان سمو وزير الداخلية قد رعى أمس حفل تخريج الدفعة 38 من طلبة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن للعام الجامعي 1429هـ البالغ عددهم 1405 طلاب من مختلف كليات الجامعة، وذلك بالاستاد الرياضي بالمدينة الجامعية بالظهران.
وقد وصل سمو الأمير نايف بن عبد العزيز إلى مقر الحفل يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، حيث كان في استقباله صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية، ومعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، ومدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد بن صالح السلطان..
وبدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم بدأت المسيرة الأكاديمية يتقدمها مدير الجامعة ووكلاؤها ومشرفوها وعمداء الكليات وأساتذة الجامعة، بعدها بدأت مسيرة الخريجين.
كلمة الخريجين
إثر ذلك ألقيت كلمة الطلاب الخريجين ألقاها نيابة عنهم الطالب ياسر بن عبدالرحمن أحمد، عبر فيها عن سعادته وزملائه برعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز لحفل تخرجهم.
وثمن ما قدمته الجامعة وبذلته من جهود لهم أثناء دراستهم، مؤكداً أن الجميع يدرك عظم المسؤولية الملقاة على عواتقهم لخدمة هذا الوطن.
كلمة مدير الجامعة
عقب ذلك ألقى مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن كلمة عد فيها تشريف سمو وزير الداخلية لهذه المناسبة تقديراً لرسالة الجامعة التي أسهمت ولا تزال في تنمية الموارد البشرية وإعداد أجيال قادرة على تطوير المجتمع ودليلاً عملياً على الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة الرشيدة للتعليم.
وأبرز الدكتور خالد بن صالح السلطان ما حققته الحكومة الرشيدة من إنجازات في مختلف المجالات، ومنها التعليم الذي يشهد نهضة تتمثل في إنشاء جامعات جديدة وتطوير أداء القائم منها وتحسين جودة المنتج التعليمي وجعله أكثر قدرة على مواكبة حالة التدفق المعرفي التي يتسم بها عالم اليوم.
وأبان أن جامعة الملك فهد نجحت في بلورة منهج أكاديمي يتعامل مع الطالب على أنه مركز العملية التعليمية ويوظف التقنيات الحديثة لتيسير عملية التعليم، ويجعل التدريب في مؤسسات إنتاجية وخدمية عنصرا أساسا من عناصر التأهيل.
وأوضح معالي الدكتور خالد السلطان أن الجامعة استثمرت طاقاتها البحثية في تأصيل علاقة شراكة استراتيجية مع جامعات ومراكز بحث عالمية وكبريات الشركات السعودية إلى جانب توفير بدائل جديدة للتمويل حيث كان من نتائجها مجموعة من المبادرات الاستراتيجية منها المجلس الاستشاري الدولي ووادي الظهران للتقنية وصندوق دعم البحوث والبرامج التعليمي (وقف الجامعة) وبرنامج المهارات الشخصية والجامعة الالكترونية وبرنامج تنمية الموارد البشرية ومراكز البحوث المتقدمة والتميز البحثي في عدد من التقنيات المهمة وبرامج تطوير أعضاء هيئة التدريس في مجالات التدريس والبحث.
وأفاد مدير الجامعة أن هذه الإنجازات توجت وبفضل من الله بحصول الجامعة على الاعتماد الأكاديمي لبرامجها التعليمية من هيئات الاعتماد في الولايات المتحدة وترتيبها من بين المئة جامعة الأفضل في البحوث الهندسية والأولى على الجامعات في الدول الإسلامية إضافة إلى تصنيفات أخرى جعلت الجامعة الأولى عربيا ومن بين الجامعات الأفضل آسيويا.
وهنأ مدير الجامعة الخريجين وحثهم على تطوير الذات والمساهمة في خدمة المجتمع والوطن منوها بالدعم المتواصل الذي تلقاه الجامعة من سمو أمير المنطقة الشرقية ومن سموه نائبه.
كلمة الأمير نايف
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز الكلمة التالية (بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.
أصحاب السمو والفضيلة والمعالي. أصحاب السعادة.
أيها الإخوة الحضور.
أبنائي الخريجين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. كريمة هي هذه المناسبة التي أكون معكم فيها راعيا لحفل تخريج الدفعة الثامنة والثلاثين بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الذين أنهوا متطلبات التخرج واستعدوا للانضمام إلى ميادين العمل والعطاء بعد أن تسلحوا بسلاح العلم والمعرفة مستشعرين كما نؤمل فيهم مسؤولياتهم تجاه دينهم ثم وطنهم وأمتهم وأنفسهم.
أيها الإخوة..
إن للتعليم دوره وأهميته في تعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق المشاركة الإيجابية في بناء الوطن وتنميته والمحافظة على قدراته وثرواته، ذلك أن الأمم المتسلحة بسلاح العلم هي الأمم الأقدر على تحقيق أهدافها وبلوغ غاياتها، فبالعلم يقاس تقدم الأمم أو تخلفها {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}، فالجهل لا يقود إلا إلى الضعف والهوان، وبه يتعرض الفرد والأمة للخطر والضياع.. وتصبح الأمم غير قادرة على مواجهة التحديات التي تهدد وجودها وأمنها واستقرارها.
ولا يقل أيها الإخوة علم بغير إيمان خطرا من الجهل نفسه، فالمعطيات العلمية والمادية عاجزة تماما عن تحقيق سعادة الإنسان واطمئنانه مالم يرافقها تطور نوعي في تفكيره وسلوكه بصورة تجعل منها رجلا صالحا في مجتمع صالح يوفر له ما ينشده من رعاية واستقرار واطمئنان على دينه ونفسه وأهله وماله. أيها الإخوة.. لقد كان أعظم مايميز تجربتنا التنموية في مجالاتها الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية كافة أنها استندت إلى قيم دينية وثوابت حضارية جعلتها تصمد في وجه الظروف المعاكسة وتتغلب على تحديات عديدة، كما حظي المواطن السعودي بمساحة كبيرة من الاهتمام على أساس أنه محور التنمية وغايتها في المقام الأول، فانتشرت في ربوع الوطن آلاف المدارس وأنشئت الجامعات المتطورة وربطت المناهج بمتطلبات سوق العمل، وتحقق- ولله الحمد- لمؤسساتنا التعليمية نجاحات متميزة جعلت منها رافدا يمد الوطن بحاجاته من الكوادر المدربة القادرة على تحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود - حفظهما الله - في أن يجد كل مواطن العمل الذي يتناسب مع تأهيله وقدراته وبما يفي بحاجات الوطن واحتياجاته ويقود مسيرة التنمية إلى المزيد من التقدم والنجاح بإذن الله تعالى.
وختاما أشكر لمدير هذه الجامعة العريقة معالي الدكتور خالد السلطان وأسرة الجامعة جهودهم المخلصة في الارتقاء بهذه الجامعة وطلابها نحو المأمول، كما أهنئ أبنائي الخريجين وأولياء أمورهم بهذه المناسبة العزيزة على نفوسنا جميعا، راجيا من الله العلي القدير أن يوفقنا لما فيه صلاح ديننا ودنيانا وآخرتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته).
بعد ذلك قام عمداء الكليات بتقديم الطلاب الخريجين.
حضر حفل التخريج والعشاء صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة إسبانيا وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف وعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وأولياء أمور الطلبة الخريجين.