الجزيرة - وهيب الوهيبي
عفا المواطن فيصل البقمي عن قاتلي ابنه منير من قبل سعود بن خزيم بن مشعان السهلي وفهد بن خزيم بن عبدالمحسن السهلي يوم أمس الأول إثر مشاجرة جرت بينهم في حي الخليج شرق العاصمة الرياض قبل نحو أربع سنوات. وقد صدر في القضية صك من المحكمة العامة بالرياض يقضي بقتل الجانيين قصاصاً، وصُدق الحكم من محكمة التمييز ومن مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة، ثم صُدر الأمر السامي بإنفاذ ما تقرر شرعاً.
وأوضح لـ(الجزيرة) عبدالعزيز بن عبدالرحمن القعيد سكرتير لجنة الصلح والمساعي الحميدة في إمارة منطقة الرياض أن بداية القضية كانت مشاجرة بتاريخ 6- 7-1425هـ بين فهد بن خزيم بن عبدالمحسن الغزواني السهلي وسعود بن خزيم بن مشعان السهلي وبين منير بن فيصل بن سند البقمي -رحمه الله- الذي توفي إثر هذه المشاجرة.
وسعياً للخير في إصلاح ذات البين تدخل سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز وأبدى اهتماماً بهذا الموضوع وتم تكليف لجنة الصلح من إمارة منطقة الرياض لمتابعة القضية. كان للجنة جهود مشهودة واتصالات مع ذوي المتوفى لم ينتج عن هذه الاتصالات أي تنازل.
وقال القعيد: قمنا بعد ذلك بدعوة مشايخ القبائل ووجهاء المجتمع بالتنسيق مع مشايخ البقوم الذين كان لهم مجهودات كبيرة، وأقيم مخيم كبير أمام منزل والد المتوفى الشيخ فيصل بن سند البقمي في مركز رضوان التابع لمحافظة الطائف واجتمع ما يزيد عن 6000 شخص من مختلف مناطق المملكة وبعض دول الخليج.
وبعد أن شرع أهل الخير وطالبوا الصلح تعرض فيصل بن سند البقمي لأزمة صحية مفاجئة ولم يكن بالإمكان مواصلة التفاوض. بعد ذلك بأسبوع تكرم الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز وبمتابعة من سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز بزيارة والد القتيل في منزله في مركز رضوان تبادل معه الحديث، وقال سموه لذوي المتوفى أن يأخذوا وقتاً للتفكير والاستخارة وأنه من الممكن أن يعيد الزيارة سعياً لهذا الأمر وطلباً في الصلح والحصول على العفو من ولي الدم.
بعد ذلك وبتكليف من خادم الحرمين الشريفين لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وبتنسيق من معالي الشيخ ناصر الشثري قام سموه بمقابلة ذوي المتوفى منير بن فيصل البقمي -رحمه الله- على رأسهم والده وتحدث معهم وذكرهم بمحاسن العفو وأجر من يعفو عند الله وأن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- أبدى اهتماماً في هذا الموضوع وكلفه بمقابلتهم طالباً منهم العفو والتسامح.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض قد طلب من والد القتيل زيارته قبل يومين والحديث معه حول القضية وعرض سموه على والد القتيل الصلح والعفو لما فيه من الخير الكثير وصفاء النفوس وترك لهم الخيار في طلب القصاص أو العفو. وأمام طلب سموه العفو والصلح تنازل والد القتيل عن طلب القصاص وذرفت عيناه بالدموع لصعوبة الموقف وتأثره بما قاله سموه الكريم، وأبدى تنازله الكامل لوجه الله بحضور أبنائه وذلك دون قيد أو شرط.
وفي هذا السياق عبر إبراهيم بن عبدالله الشثري مدير عام الحقوق العامة وأمين لجنة الصلح والمساعي الحميدة في إمارة منطقة الرياض عن شكره وامتنانه لمساعي سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز الخيرة وجهوده في العفو والصلح.