الرياض - أحمد القرني
طالب معالي وزير الصحة د. حمد بن عبدالله المانع منظمة الصحة العالمية بضرورة الإسراع في وضع اتفاقية إطارية دولية لتنظيم وتقييم موضوع زراعة ونقل الأعضاء البشرية تركز على أسس علمية وآليات للتبرع بالأعضاء وزراعتها ومنع الإتجار بالأعضاء.
وأكد د. المانع رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب ورئيس الدورة الثالثة والثلاثين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون على أهمية الاستمرار في إصلاح القطاع الصحي وأبان أن الاتجاه نحو اصلاح القطاع الصحي كان أحد الانجازات التي حققتها الدول العربية في السنوات الأخيرة حيث ظهر جلياً في التركيز على تطبيق استراتيجيات الرعاية الصحية الأولية وطب الأسرة والتصدي للأمراض السارية.
جاء ذلك خلال مداخلته أمس أمام الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية في دورتها الحادية والستين التي تعقد في جنيف خلال الفترة من 14-19 جمادي الأولى الموافق 19-24 مايو.
وطالب معاليه بضرورة تعزيز التعاون مع منظمة الصحة العالمية والدول الأعضاء والمنظمات الدولية والمتخصصة في شراكة فاعلة لتحسين الوضع الصحي والإرتقاء بمستويات الجودة التي تليق بالإنسان العربي معرباً عن أمله في أن يكون هناك تمثيل عربي منصف في منظمة الصحة العالمية للإسهام في تحقيق الأهداف المرجوة.
وأضاف معاليه بأن الدول العربية على أعتاب مرحلة جديدة لتطوير مفهوم الرعاية الصحية الأولية والتي تظل هي النظام المتجدد الذي يستجيب للتطوير ليلبي احتياجات الدول بمختلف نظمها الصحية مؤملاً معاليه أن تتم الاستفادة من خبرات المنظمة في تبادل الخبرات حول تقوية النظم الصحية الوطنية استناداً إلى الرعاية الصحية الأولية.
وأطلع د. المانع الجمعية العمومية ومسؤولي الصحة العالمية بأن مجلس وزراء الصحة العرب قد بدأ تنفيذ المشروع العربي لاعتماد المؤسسات الصحية في عدد من الدول الأعضاء بالتنسيق والتعاون مع هيئات ونظم الجودة المحلية والعربية العالمية وذلك ادراكاً من المجلس بأهمية تبني مفاهيم التعليم الطبي المبني على البرهان العلمي ونشر ثقافة الجودة وسلامة المرضى لمواجهة تنامي الأخطاء الطبية مشيراً معاليه إلى أن القادة العرب قد أكدوا في قمتي الرياض ودمشق على ضرورة تبني القضايا الصحية التي تنعكس بشكل مباشر على صحة وسلامة المواطن العربي . لافتاً معاليه إلى أن صدور التقرير العالمي لوباء التبغ mpower) ) يدق ناقوس الخطر إزاء هذه الجائحة التي تستلزم جهوداً تنسيقية عالمية أكثر لمساعدة البلدان وخاصة الناحية منها في مكافحة هذا الوباء واتخاذ موقف قوى ضد شركات التبغ مشيداً بالإستراتيجيات الست التي وضعتها المنظمة في هذا المجال وحددت أهداف مكافحة التبغ.
وأوضح د. المانع أن وباء انفلونزا الطيور يعتبر من أهم الأزمات الصحية التي تواجه العالم بأسرة وتتطلب منا جميعاً التكاتف والتعاون مبيناً أن جهود المكافحة نجحت حتى الآن في التصدي لانتشار المرض والحيلولة دون تحور الفيروس مؤكداً أن الخطر ما زال قائماً مما يتطلب مشاركة وزارية واسعة من جانب أعضاء منظمة الصحة العالمية لتجسيد هذا الاهتمام الدولي لمكافحة المرض والتصدي له.
وحذر المانع من ظاهرة الاحتباس الحراري التي تشكل في الوقت الراهن مصدر قلق حقيقي على النطاق العالمي وأنه إذا لم تتخذ إجراءات حاسمة للحد من انبعاث الغازات الضارة بالبيئة فإن ذلك سيؤدي حتماً إلى تفاقم الظاهرة مشيراً إلى أن تخصيص اليوم العالمي للصحة لنشاط التغيرات المناخية لهو اختيار صائب وفي محله . هذا بالإضافة إلى المواجهات المستمرة ضد الإيدز والسل والملاريا وشلل الأطفال والسكري وغيرها من الأمراض التي تتطلب مواجهة حملات الوقاية والتوعية وتوفير الأدوية.
وأكد معاليه إن تركيز منظمة الصحة العالمية على دفع التقدم لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية يصادف نفس القناعة التي نشعر بها لتحقيق هذه الأهداف الهامة والتي تتعلق بالصحة وأن بلادنا حققت تقدماً معقولاً في بعض المجالات وأن المجال لا زال مفتوحاً والأمل معقوداً للوصول إلى التحقيق الكامل لهذه الأهداف.
وأشاد معاليه بالجهود المبذولة نحو تفعيل مبادرة الرؤية 2020م (الحق في الأبصار) والإجراءات التي اتخذتها المنظمة في هذا الصدد مؤكداً ضرورة تفعيل القرار الخاص بذلك والصادر عن الجمعية العامة حول الإعاقة البصرية.
من جهة أخرى تطرق المانع خلال كلمة العرب الموحدة أمام الجمعية العامة إلى أن هناك أكثر من 4 ملايين مواطن فلسطيني وخاصة في قطاع عزة معرضين لأبشع الانتهاكات التي تتعلق بحقوق الإنسان مبيناً أن الجدار الفاصل والحصار المفروض يعوق الوصول إلى الخدمات الصحية وأن رفض إسرائيل منح تصاريح المرور للمرضى أو تأخيرها قد أدى إلى وفاة أبرياء.