نَضَل في اللغة رمى الشيء، وخصوصاً بالنبال أو السهام، والنضلة السهم، لذلك كثيراً ما كان العرب يُسمون أولادهم (نضلة) ك(نضلة بن مرة) أخي جساس الذي قتل كليباً سيد ربيعة في الجاهلية وأسعر حرب البسوس بين (بني وائل) وامتدت الحرب لعقود عدة حتى كادت بني وائل تفني بعضها لولا تدخل الحارث بن عباد في يوم (التحالق) أو يوم (تحلاق اللمم) وهزيمة الزير، وهنالك (نضلة) لقب لُقِّب به هاشم بن عبد مناف أحد أجداد النبي صلى الله عليه وسلم والذي لُقّب أيضاً ب(هشام الثريد) كناية عن الكرم، ونقول بالعامية (أنطله) بالطاء أي أرمة والصحيح أنضله ونقول عن اللص (النطول) والصحيح هو النضول لشدة الرمي والسطو الذي يُصيب به الناس. ونقول بالعامية أيضاً (نضله فلان) أي رماه بالعين وأصابه ونقول عن من يُصيب بالعين والعياذ بالله (نضول) والمصاب بالعين - منضول(!!) وبالطبع قد يستغرب القارئ من (فلسفتي) اللغوية في هذه المقالة بالذات وهو ما لا يعهده بي كما قد يستغرب القارئ أكثر عودتي إلى أيام البسوس وهي أشأم أيام العرب التي ذهبت بلا رجعة ولكن المؤسف حقاً أن بعضنا لم يزل يعيش (عقلاً) في تلك الأيام مع أنه (جسد) يعيش بيننا اليوم!! بل وياللأسف الشديد يقوم بتوجيه أجيالنا(!!) ويُعتبر قدوة لهم، ولكي لا نبتعد عن لب الموضوع إليكم الحكاية من (طقطق للسلامو عليكم) مع أننا نؤمن أن العين حق ولكننا لا نريد أن يكون شغلنا الشاغل في هذا القرن التكنولوجي هو الناضل والمنضول وما بينهما من الجهل فالحكاية تقول وعمر السامعين -عفوا القارئين- يطول، ويكفيهم شر الناضل والنضول:
ثمة مدير أو مديرة أو كما يقول أهل الخليج ناظر أو ناظرة مدرسة ابتدائية أخذ أو أخذت يتشاءم أو تتشاءم من المدرسة التي عين أو عينت ناظرا أو ناظرة عليها، فأخذت أو أخذ يكره أو تكره المدرسة لدرجة أنه كلما جاء أو جاءت للدوام حتى توقف أو توقفت على الباب وعاد أو عادت إلى البيت وتعاظم الشؤم والكراهية للمدرسة لذلك تطوع معلم أو معلمة لحل هذه العقدة وتوصل أو توصلت مشكورة إلى أن الناظر أو الناظرة (منضولة!!) أي مصاب أو مصابة بالعين ومن قبل الطلاب أو الطالبات، لذلك هرع أو هرعت المدرس أو المدرسة وأخذ أو أخذت زجاجة كبيرة من الماء وأمر أو أمرت جميع الطلاب أو الطالبات في المدرسة أن (ينفثن) أو يبصقن حسب ذمة النافث أو النافثة من الأطفال في تلك الزجاجة وكان النفث بالطبع إجباريا وتحت تهديد السلاح!! عفواً - العصا - فالويل كل الويل لمن لا ينفث في زجاجة المديرة لتتخلص من (النضل) أو (الحسد!!). وبالطبع حمل أو حملت المعلم أو المعلمة الزجاجة للناظر أو الناظرة - المنضولة - لكي تتوضأ أو تغتسل بالماء المنفوث عليه لكي تتخلص من (النضلة) المدرسية.
يبقى القول أخيراً: بربكم هل هذه مدرسة أم (منضلة) وهل تدرس المنهج أم تدرس (النضل) ثم هل هذا أو هذه ناضل أم ناظر، ناظرة أم (ناضلة) ذلك هو السؤال يا وزارة التربية؟!