وضعت إدارة جامعة الملك سعود عينها الثاقبة على جراح القلب العالمي البروفيسور مجدي يعقوب بهدف استقطابه وتوقيع عقد خدمات معه للاستفادة من خبراته العلمية وكفاءته المهنية وتنظيم محاضرات علمية له لتوفير روافد العلم والمعرفة المتميزة لكل أبناء الوطن، وتفعيلاً للوظيفة التعليمية والبحثية وقياماً بالواجب الوطني للجامعة تجاه مختلف أبناء الوطن وتدعيم تواجد الشراكة بين الجامعة والمجتمع في ظل الدعم اللامحدود من لدن خادم الحرمين الشريفين وولى عهده الأمين - حفظهما الله - وبرعاية مباشرة من معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري، وتأتى مهمة استقطاب البروفيسور يعقوب وزملائه من الكفاءات والخبرات ضمن برنامج أعدته إدارة الجامعة بعناية يهدف إلى دعوة عدد من الخبراء الدوليين أصحاب الكفاءات النادرة والشهرة العالمية المرموقة وقيام هؤلاء الخبراء بإلقاء محاضرات عامة لنقل خبراتهم النادرة وتجاربهم المتميزة في كافة التخصصات وتنظيم مؤتمرات محلية وعالمية لمناقشة آخر التطورات العالمية في الدول المتقدمة في مختلف المجالات ونشر الوعي العلمي والبحثي في المجتمع من خلال إقامة ندوات وورش عمل في كافة مجالات العلوم.
وقد حققت الجولة الأوروبية التي قام بها وفد الجامعة نهاية العام الماضي والتي ترأس الوفد خلالها معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان مكتسبات علمية عديدة في مقدمتها اللقاء الذي جمع وفد الجامعة بجراح القلب العالمي البروفيسور مجدي يعقوب في إمبريال كوليدج بالمملكة المتحدة، حيث تم التوقيع على اتفاقية تعاون مشترك بين جامعة الملك سعود ومعهد البروفيسور مجدي يعقوب لأمراض وجراحة القلب.
وتركزت الاتفاقية الموقعة مع البروفيسور مجدي يعقوب على تنفيذ برنامج عمل يتضمن التدريب ونقل الخبرة الفنية من معهد بحوث البروفسور يعقوب إلى مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب بمستشفى الملك خالد بجامعة الملك سعود. وتأتى هذه الاتفاقية مع البروفيسور العالمي مجدي يعقوب في إطار سعي الجامعة لبناء شراكة حقيقية مع مؤسسات بحثية وتعليمية مرموقة ذات سمعة عالمية لتطوير كوادر سعودية مؤهلة في المجالات العلمية الدقيقة، وهو ما يسهم بمشيئة الله في تحقيق ريادة عالمية للجامعة ويساعد الاقتصاد الوطني نحو التحول إلى اقتصاد مبني على المعرفة. وقد انطلق برنامج التعاون بأبحاث مشتركة وبرنامج تدريبي بين مركز الملك فهد ومركز أبحاث البروفيسور يعقوب في إمبريال كوليدج بالعاصمة البريطانية لندن، وبدأت باكورة التعاون بقيام البروفيسور يعقوب بإجراء عدد من عمليات جراحة القلب للأطفال في مركز الملك فهد، وذلك لنقل الخبرة الفنية والعملية.
وفى سياق متصل أعلنت الجامعة عن انضمام البروفيسور مجدي يعقوب إلى عضوية هيئة التدريس بجامعة الملك سعود (كأستاذ غير متفرغ) في إطار تفعيل عقد الخدمات الذي سبق وأن وقعته معه الجامعة. وقد عقد الأطباء في مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب بجامعة الملك سعود اجتماع عمل مع الدكتور يعقوب لوضع خطة عمل تنفيذية للتعاون المشترك.
وتتركز الاتفاقية الموقعة مع البروفيسور يعقوب على تنفيذ برنامج عمل يتضمن التدريب ونقل الخبرة الفنية من معهد بحوث البروفسور يعقوب إلى مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب بمستشفى الملك خالد الجامعي. بعد أن وقع المركز اتفاقية تعاون مشترك مع معهد البروفيسور مجدي يعقوب لأمراض وجراحة القلب في بريطانيا أثناء زيارة وفد الجامعة إلى بريطانيا. وقام بتوقيع الاتفاقية كل من الدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود والبروفيسور مجدي يعقوب، بحضور وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري وسعادة الأستاذ الدكتور علي بن سعيد الغامدي وكيل الجامعة لشؤون الفروع وسعادة الدكتور محمد فوده مدير مركز الملك فهد لأمراض القلب. وتهدف الاتفاقية إلى تعاون مركز الملك فهد لأمراض القلب مع معهد الدكتور مجدي يعقوب من خلال تطوير الكوادر الطبية السعودية في مجال أبحاث وجراحات القلب عبر مركز أبحاث علوم الطب الأساسية للقلب والذي سوف ينشأ قريباً في السعودية. وأثناء ذلك أعرب البروفيسور مجدي يعقوب عقب توقيع الاتفاقية عن سعادته بالعمل والتعاون مع جامعة الملك سعود في مجال أبحاث القلب، مشيرا إلى أن جامعة الملك سعود تعد من أعرق الجامعات العربية. فيما قال الدكتور محمد فودة مدير مركز الملك فهد لأمراض القلب إنه سيتم في المرحلة الأولى من هذه الاتفاقية اختيار ثمانية أطباء سعوديين في مجال أمراض القلب بالتنسيق مع معهد البروفسور مجدي يعقوب لابتعاثهم إلى المعهد للتدريب لمدة عامين في مجال أبحاث القلب الأساسية والحصول على درجة الدبلوم العالي من المعهد في هذا التخصص.
بعد ذلك دعته الجامعة لإلقاء محاضرة علمية فأجاب الدعوة وألقاها بالقاعة الرئيسة بكلية الطب جامعة الملك سعود وجاءت تحت عنوان (التقريب بين الأبحاث في علوم القلب الأساسية والممارسة المهنية) وقد حظيت المحاضرة بحضور كثيف من قبل أعضاء هيئة التدريس بكلية الطب وطلبة الدراسات العليا بالكلية. وفي بداية المحاضرة رحب معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان بالبروفيسور مجدي يعقوب وذكر أن هذه الزيارة تأتي في إطار تفعيل عقد الشراكة الذي سبق وأن وقعته معه الجامعة، بهدف الاستفادة من خبراته العلمية والعملية كما أعلن معاليه عن عزم الجامعة بتقديم 16 فرصة للابتعاث إلى بريطانيا للحصول على درجة الدكتوراه من معهد البروفيسور مجدي يعقوب لأمراض وجراحة القلب.
وأعلن معاليه أنه سيتم أثناء زيارة البروفيسور يعقوب عمل مقابلة لكافة الكوادر السعودية المرشحة لوظيفة عالم في علوم القلب الأساسية وذلك بإشراف لجنة يرأسها الدكتور مجدي يعقوب يتم بعدها ابتعاثهم إلى لندن للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه.
إن اسم مجدي يعقوب سيظل اسماً عربياً لامعاً في سماء الطب والجراحة، شاهداً على أن العقل العربي يمكن أن يعطي الكثير للحضارة العربية والإنسانية على حد سواء، ونظراً لما تقوم به جامعة الملك سعود حالياً من استقطاب للعلماء والباحثين في برنامجها الطموح (كراسي البحث العلمية).. فقد رأت إدارة الجامعة أن الحاجة ماسة لاستقطاب مثل هذا الطبيب العالمي في كلية الطب بالجامعة كأستاذ زائر، لما سوف تجنيه الجامعة من تحقيق تقدم طبي في مجال تقنيات جراحات القلب خاصة بعد أن دق ناقوس الخطر لدى السعوديين جراء انتشار أمراض القلب على نطاق واسع وتسجيلها أرقاما مرتفعة؛ إذ تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن 27% من المتوفين في السعودية يموتون بسبب أمراض القلب، وهذا ما أكده أيضا المشاركون في التجمع العالمي لأطباء أمراض وجراحة القلب المنعقد في مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب بمستشفى الملك خالد الجامعي بعنوان (دراسة إحصائيات أمراض شرايين القلب على مستوى العالم) حيث توقعت الإحصائيات أن نسبة الوفيات بالمملكة مستقبلاً ستزداد ما لم تكن هناك حملة وطنية شاملة من عدة وزارات مجتمعة لوضع خطة وطنية في العمل للتصدي على هذه الآفة الخطيرة لدراسة المشكلة وطرح الحلول.