بيروت - وكالات
عاد المسؤولون اللبنانيون إلى لبنان أمس بعد مشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني اللبناني الذي انعقد في العاصمة القطرية الدوحة واختتم في وقت سابق من أمس متوجاً باتفاق الدوحة. وسيعقد المسؤولون اللبنانيون وعلى الأرجح يوم الأحد المقبل جلسة في مجلس النواب اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية (قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان). وأعرب العماد ميشال سليمان من جهته أمس عن سروره الكبير بالاتفاق الذي توصل إليه القادة اللبنانيون في الدوحة. وقال لفرانس برس من مكتبه في وزارة الدفاع في اليرزة (شرق بيروت) والابتسامة تعلو وجهه (أنا مسرور جداً). وسيكون سليمان هو الرئيس الثاني عشر للبنان منذ نيله الاستقلال عن فرنسا عام 1943، والرئيس الثالث منذ التوصل إلى اتفاق الطائف بوساطة سعودية عام 1989 لإنهاء الحرب الأهلية التي دارت في هذا البلد بين عامي 1975 و1990.
ويتولى العماد سليمان قيادة الجيش اللبناني منذ عام 1998، وينظر إليه باعتباره شخصية محايدة في وطن يصنف فيه كافة الساسة تقريباً إما باعتبارهم موالين لسوريا أو مناوئين لها.
واختير هذا الرجل لشغل ذلك المنصب العسكري الرفيع بموافقة سورية عندما كانت دمشق تمسك بزمام الأمور في لبنان.
وحظي سليمان بمصداقية كبيرة إثر نجاحه في الحفاظ على وحدة الجيش وتماسكه في ظل العواصف السياسية التي ضربت لبنان منذ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وما ترتب على ذلك من انسحاب للقوات السورية من لبنان.
كما أن العماد سليمان مدافع صلد عن (حق) حزب الله في مواجهة إسرائيل.. ولكن منذ الحرب التي خاضها الحزب مع إسرائيل في صيف عام 2006، وما تلاها من انتشار قوات الجيش اللبناني في جنوبي البلاد نأى سليمان بنفسه عن كافة القوى والتيارات السياسية، وأبقى الجيش على مبعدة من التناحر القائم بين الساسة. وتخرج سليمان من المدرسة الحربية في لبنان برتبة ملازم عام 1970. وهو حاصل على إجازة في العلوم السياسية والإدارية من الجامعة اللبنانية ويتقن اللغتين الإنجليزية والفرنسية. واختير سليمان قائداً للجيش اللبناني في 12 ديسمبر 1998 خلفاً لإميل لحود الذي كان قد اختير حينذاك رئيسا للجمهورية.
ومن بين أبرز الأقوال المنسوبة إليه تأكيده على أن الدولة اللبنانية لا تزال قائمة بفضل دور الجيش كـ(حام وحارس) لمؤسساتها.
والعماد سليمان متزوج من السيدة وفاء سليمان وله ثلاثة أبناء.
وانتشرت صور العماد سليمان في شوارع عمشيت (40 كم شمال بيروت) مسقط رأسه كما وضعت ملصقات تحمل صور سليمان وتصفه بـ (القائد الحقيقي للبنان) في مختلف أنحاء بيروت.