بيروت - وكالات
تنفس اللبنانيون الصعداء واستقبلت شوارع بيروت بترحيب كبير الأنباء التي وردت من الدوحة عن توصل الأكثرية والمعارضة إلى اتفاق يضع حداً لأزمة سياسية غير مسبوقة شهدها لبنان منذ أكثر من 18 شهراً. في أحياء العاصمة اللبنانية، كانت أنظار أصحاب المقاهي والمتاجر شاخصة إلى التلفزيونات لمتابعة وقائع الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار اللبناني في الدوحة والتي أعلن خلالها الاتفاق بين الفرقاء المتنازعين.
أما السائقون في سياراتهم فكانوا يستمعون إلى كلمات المسؤولين اللبنانيين المباشرة من الدوحة.
وأخذ المارة يتبادلون كلمة (مبروك) احتفاء بالاتفاق الذي أعاد رسم الابتسامة على وجوه اللبنانيين.
وأطلق أصحاب المؤسسات في وسط بيروت التجاري عصر أمس بالونات بيضاء في سماء العاصمة وأضاؤوا شموعا احتفاء بالاتفاق وتجمع أصحاب المتاجر والمقاهي في ساحة الشهداء حاملين باقات من الورد الأبيض تعبيراً عن تمسكهم بالسلام وإيذانا بعودة الحياة مجدداً إلى وسط المدينة بعدما أصابها الشلل جراء اعتصام المعارضة.
وبدأ مناصرو المعارضة اللبنانية قبل ظهر أمس الأربعاء رفع الاعتصام في وسط بيروت التجاري وذلك عبر تفكيك الخيم التي كانوا نصبوها.
وعكف عناصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي القريب من سوريا على تفكيك خيمهم، فيما شاهدت مراسلة وكالة فرانس برس عشرات من عناصر حركة أمل الشيعية التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري يقفون إلى جانب الخيم التي حملت علم تنظيمهم الأخضر.
وكانت المعارضة باشرت اعتصامها في وسط العاصمة في الأول ديسمبر 2006 مطالبة بالشراكة الكاملة في السلطة وبإسقاط حكومة الغالبية برئاسة فؤاد السنيورة.
وتخلل الاعتصام تظاهرتان حاشدتان لكن الحضور تضاءل فيه مع الوقت واقتصر على مناصرين قلائل.
وأرخى هذا التحرك بظلاله السلبية على وسط بيروت الذي تحول (مدينة أشباح)، وأجبر أكثر من 200 مطعم ومتجر على إغلاق أبوابها وصرف موظفيها.
وتجاهلت الحكومة التحرك الاحتجاجي على مقربة من السرايا الحكومية، لكنها أحجمت عن إزالته بالقوة لتفادي مزيد من التصعيد.