عضو الاتحاد العام للكُتّاب والصحفيين الفلسطينيين
يا طفلتي
عروستي
ستون عاماً
عشتها
لا يزال الدرب
مجهولاً
وملغوماً
ومملوءاً بعسكر
* * *
ستون عاماً
مشيتها
فوق الرمال
والقذا
تحت الصّخور
والألم
بين الأسلاك
والسجون
حكايتي
لازالت
تحتضرْ
* * *
لا تسأمي يا طفلتي
لا تزعلي
لا تصمتي
ثوري بنية
واصرخي
لا تيأسي
تمهلي
لا توقظي أقرانك
بل زلزلي
الجدران
حطّمي القيودَ
والأصفادَ
في اليوم الأغرِ
* * *
طفلتي حبيبتي
من قص ضفائرك
الحزينة
من جرح وجهك
بالسكين
من كسر
لعبتك الجميلة
من ألقى النار
على شفتيك
الحالمتين
الرائعتين
وسحب من عينيك
نار الشررْ
* * *
من نزع أظافرك
الطويلة
يا وردتي
يا زهرتي الجميلة
من حفر على خديك
شوارع
من القهر
من سارع
لقتل الفرحة
في عينيك الخضر
أليس صهيون
عدو البشرْ
* * *
بنيتي
من وضع السُم
في حلقك
من زرع الخنجر
في خصرك
من رش الحقد
على صدرك
وعاث شغباً
وتخريباً
بزرعك
بأرضك
ببيتك
أليس حقد البشرْ
* * *
أقول لك
يا طفلتي لا تيأسي
بل زلزلي الدنيا
عليهم
واقتلعي برموشك
العذارى
الشوك والأحزان
من قلوب الحيارى
واقذفيهم بالحجارة
حاذري يا مهجتي
حبك للأرض
أبداً لا يتعثر
وازرعي زيتوناً
ورماناً وعذباً
وقمحاً وزعترْ
* * *
واقبضي
على عنق
السنابل
مثلما عانقت
خنجر
ستون عاماً طفلتي
قنابل في الأرض
تدفن
ستون عاماً حبيبتي
لا زال الدربُ
مجهولاً
ومملوءاً بعسكر
ليقتل قلبَ
حبيبتي
صغيرتي
قبل أن تدرك
معنى العشقِ
وتكبرْ
