عند الحديث عن موسيقى الشعر يتوقف تفكيرنا عند الوزن العروضي للبيت وكأنه عمل حسابي دقيق يلجأ إليه الشاعر بغية الوصول إلى تفعيلته فهو يرهق ذاكرته وقاموسه الشعري ليصل إلى (متفاعلن) أو (فعولن) أو غيرها.. لكن هل الموسيقى مقتصرة فقط على الوزن العروضي؟ |
شخصيا أشعر بها فيه وفي الجملة وفي الكلمة وفي الحرف وحتى في التكرار.. |
ليس عبثا أن يختار الشاعر كلمات تعطي إيقاعاً داخلياً.. أو أن يصر على تكرار المدود في البيت الواحد.. أو يجمع حروف التفخيم مثلاً.. وليس لفراغ لديه يلجأ لتكرار حرف ما في عدة كلمات ذلك الحرف الذي يبث نغما خفيا وموسيقى شهية. |
ألا يثيرنا تكرار المدود في: |
(لي فيك يا ليل آهات أرددها |
أواه لو أجدت المحزون أواه)؟ |
وألا يحركنا تتابع حروف الصفير : |
(ففي بلنسية منها وقرطبة |
ما ينسف النفس أو ما ينزف النفسا)؟ |
وماذا عن توافق المقاطع في: |
(حمال ألوية هباط أودية |
شهاد أندية للجيش جرار)؟ |
هل هي مجرد مصادفة لاقت الشاعر في طريق البحث عن الوزن أم هي إبداع آخر يضاف لإبداعه العروضي؟ |
فاصلة: أفمن تكون غايته إقامة الوزن الخليلي شاعر؟ أم هو مجرد ناظم؟ ثم هل هذا البحث بإصرار هو الذي حرمنا الشعر الشهي؟ |
|