كلمة غير محببة تمجّها الأسماع وتشمئز منها الأنفس وتنبذها الأذواق السليمة، وفعلها يُعَد عملاً مشيناً إنْ كان أمام أعين الناس مهما كانت حال الزمان والمكان، ومهما كان قدر الإنسان المشاهد لهذا الفعل، فهو في البداية والنهاية إنسان له مشاعره وذوقه الفطري، ولو أنّ لي من الأمر شيئاً لبادرت بمنع البصق في ملاعب كرة القدم وأي لقاء رياضي منقول عبر التلفزة، والغريب أنّ بعض اللاعبين يعرف أنّ الكاميرا موجّهة نحوه تلتقط ما سيقوم به من تنفيذ إجراء اتخذه حكم المباراة، ثم يعمد إلى هذا العمل المقزز أمام أعين الحكم واللاعبين وجميع المشاهدين ما كبر منهم وما صغر، حتى وإن كان هناك مسؤول أو مجموعة مسؤولين يرعون ذاك اللقاء، فكان الأحرى به أن يحترم نفسه ومن يرعى المباراة والجمهور، وفي رأيي أنّ المسألة تدخل في إطار الذوق العام الذي يجب أن يتلقّى فيه اللاعبون ساعات تدريبية قد تكون أهم من التدريب الكروي، فكلاهما تدريب وترويض للذهن والنفس والجوارح، وإنْ فقدت الملاعب الذوق العام والتناغم الأخلاقي كانت الرياضة منقوصة وبحاجة إلى بعض مقوماتها الأدبية .. والبصق أراه يزداد في الشوارع وفي الأماكن العامة، وهناك عوامل تساعد على اتساع ظاهرته منها ازدياد العمالة الوافدة التي لا تملك أي تأهيل علمي وثقافي ولا حتى مهني، ثم حصول موجات الغبار والأتربة خلال الفترة الماضية على أكثر المناطق، والمزعج أن ترى قائد مركبة يفتح بابها ثم يبصق على الأرض أمام مرأى الآخرين بجانبه في سياراتهم دون احترام، رغم أنك تشاهد علبة المناديل أمامه، ولكنه غياب الذوق.