اعتذر الرئيس بوش عن إطلاق جندي أمريكي النار على المصحف الشريف.. الاعتذار جاء لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وليس لعامة المسلمين!!
وفي الواقع أن هذه بادرة جيدة من الرئيس بوش وتحسب له فلم يتعود العرب ولا المسلمون أن يقوم فخامته بتقديم الاعتذار لأي منهم رغم كثرة الأخطاء التي ارتكبها خلال فترتي ولايته تجاههم! ولعل هذا الاعتذار يمهد لاعتذارات منتظرة. فعلى سبيل المثال لماذا لا يعتذر عما قام به جنوده من قتل لمئات الآلاف من العراقيين بل والإجهاز على الجرحى واغتصاب الرجال والنساء.. وملء السجون بحوالي 500 من القصر!
وعن قصف الطائرات للمنازل وقتل النساء والأطفال والأبرياء وهدم المساجد ولعل شهية الاعتذارات تفتح لديه فتصل إلى أوجها فيعتذر (بالمرة) عن غزو العراق وتشريد عدة ملايين من سكانه وإحداث الفوضى والفتن الطائفية وانعدام الأمن والماء والكهرباء والغذاء وتقسيم العراق إلى مناطق طائفية وإطلاق يد المرتزقة لتعيث به فساداً مثل شركة بلاك ووتر وغيرها!
وبما أنه السبب الوحيد والأوحد لما آل إليه الوضع في العراق فلماذا لا يتعذر عن المذابح التي يعيشها العراق يومياً لأن غزوه للعراق غيب الأمن الداخلي فصار القتل مسمعاً يومياً لم يعد مستغربا على أحد!
لماذا لا يتعذر لكل الدول التي طالبها في المشاركة في إعمار العراق لماذا لا تتحمل الخزينة الأمريكية نتائج أفعاله لماذا يحملها الآخرين!! لماذا لا يبني العراق حتى ولو من نفط العراق الذي لا أثر له على العراقيين لا في عهد صدام ولا بعده!!
وبما أنه راحل عن كرسي الرئاسة قريبا فلماذا لا يعتذر أيضا للفلسطينيين الذين وعدهم كثيراً بإقامة دولة فلسطينية، لن يلومه أحد لو قال إنها كانت مزحة والعتب على من صدقها أو أنها مجرد زلة لسان كما فعل عندما قال إنها حرب صليبية!! من الذي سيمنع فخامة الرئيس من أن يراجع مواقفه المعلنة لمناصرة إسرائيل والوقوف في صفها ضد الفلسطينيين والوقوف معها ضد الفلسطينيين لا يحتاج إلى أدلة وبراهين! فماذا فعل للفلسطينيين سوى المواعيد التي لا تختلف عن مواعيد عرقوب! وهي مواعيد لم يعد يصدقها إلا الموهومون بأن من يؤيد إسرائيل وينحاز لها أكثر من بعض الإسرائيليين سيؤيد مطالب الفلسطينيين!
للمصحف رب يحميه.. أما السيد نوري المالكي فليس هو المعني الوحيد بأمر المصحف ليتم الاعتذار له.. لماذا لا يعتذر السيد بوش لكل المسلمين الذين تشعرهم مثل هذه الأفعال من جنوده في قوانتانامو أو في العراق بالغضب الشديد أما السيد المالكي فهو لا يمثل إلا نفسه في هذا الأمر بالذات!!
alhoshanei@hotmail.com