أتابع ما ينشر بصفحة محليات بالجزيرة عن تلك الأخبار الخاصة بالموتى وطريقة الوصول إليهم للتعزية، وكذلك أعداد المتوفين بمحافظة الرياض والتي تنشر بصفة شهرية عبر صفحات الجزيرة، مما جعلني أكتب في موضوع ذي أهمية كبرى من ناحية وجوب الاهتمام بالموتى والعناية بهم.
عندما نمر بجميع مراحل النمو المختلفة للإنسان بداية بحملة في بطن أمه ونهاية بضم قبره له، نجد الاهتمام به من خلال المستشفيات من ناحية متابعة الحمل ومن ثم متابعته كمولود جديد من خلال مستشفيات الولادة، وكذلك الاهتمام بصحته، ثم بتعليمه، وتوظيفه وإعانته على مواجهة ظروف الحياة المختلفة وتأمين المبالغ من خلال القروض والمساعدات وغيرهما، واحتضانه في دور المسنين أو في الغرف الخاصة بكبار السن بالمستشفيات، ثم تأتي النهاية الحزينة (محور حديثنا) وهي وفاته، فخلال تلك السنين الطوال ترعاه العديد والعديد من الوزارات والقطاعات وعند موته لا يوجد جهة متخصصة واحدة فقط تحتضنه حقاً ما هذه النهاية الحزينة والمؤلمة في الوقت نفسه، فهو بحاجة لمن يرعاه ويكرمه بعد موته وليس نسيانه.
انه لا توجد جهة متخصصة لشؤون الموتى سوى تلك الجهود الخجولة من قبل البلدية، وتبرعات المحسنين لبناء مغاسل الموتى وتجهيزها أما غير ذلك فللأسف الشديد فإنه لا اهتمام يذكر ولا جهود تشكر!.
والمطلوب استحداث جهة حكومية متخصصة ومتفرغة ولها مرجعها سواء وزارة الصحة أو وزارة البلديات أو وزارة الشؤون الإسلامية أو حتى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتلك الجهة لها مخصصات خاصة وميزانية سنوية ودورها يتلخص الآتي:
1 - استحداث وظائف مغسلي ومغسلات أموات بكل محافظة وبرواتب شهرية، لا مانع من فتح باب التطوع لمن أراد.
2 - بناء وتجهيز وتسوير المقابر وحمايتها من التخريب، ومن جرف السيول لها، ومن لعب الأطفال داخلها.
3 - بناء مغاسل الموتى في الجوامع التي لم يتم بناء المغاسل بها وتجهيزها تجهيزاً كاملاً.
4 - توفير عمالة لحفر القبور وحراستها.
5 - توفير سيارات لنقل الموتى من المستشفيات للمغاسل ومن ثم للمقابر، أو حتى نقلهم فيما بين المحافظات لأن هناك من يموت في أحد المستشفيات الكبيرة ويحتاج لمن ينقله لمحافظته لدفنه هناك.
6 - توفير ثلاجات للموتى في المغاسل وذلك لوصول درجات الحرارة لنسبة عالية في الصيف، وذلك لأن أهل المتوفى هم بحال لا تسمح لهم بأن يراجعوا المستشفى والشرطة لإنهاء إجراءات خروجه من ثلاجة المستشفى، ولكن عند وضعه في ثلاجة المغسلة وتغسيله في الصباح فإن هناك سهولة في هذا الأمر.
7 - عمل دورات علمية خاصة بتغسيل وتكفين الموتى وبالتأكيد صفة الصلاة عليهم وتعميم هذه المحاضرات على القرى والهجر البعيدة والتي لا يمكن توفير مغاسل بها وبإشراف مباشر من قبل أهل العلم والدعاة.
8 - تأسيس جوال دعوي خيري وبمبلغ رمزي خاص بإرسال رسائل دعوية، والأخبار عن وقت صلاة الجنائز (من غير ذكر اسم المتوفى) ,ذلك لعظم أجر الصلاة عليه من جهة وجمع أكبر عدد للصلاة عليه من جهة أخرى، وهذه الخدمة تقدمها بعض الجهات الخيرية مشكورة على جهدها.
فمن واقع عدم توفر المتطلبات السابقة الذكر إلا من قبل رجال الأعمال والمحسنين وجهود هيئة الأمر بالمعروف والبلدية، فإن تلك التبرعات والجهود قد لا تتوفر في جميع المحافظات لذلك كان لابد من الاهتمام بالميت وسرعة تغسيله ودفنه إكراماً له كما قال عليه الصلاة والسلام (أسرعوا بالجنازة فإن تكن صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن كانت غير ذلك فشر تضعونه عن رقابكم).
خالد سليمان العطالله – الزلفي