أيقظت التغطيات الشاملة الوافية لجائزة (آل الجميح) للتفوق العلمي وحفظ القرآن الكريم بمحافظة شقراء وعبر أكثر من عدد سابق من (الجزيرة) أيقظت الحرف واستفزت الكلمات فوجدت نفسي أقول:
لا يختلف اثنان أو أكثر على قيمة العمل الخيري كونه ترجمة أمينة للحس الإنساني النبيل تجاه الآخر وجدولاً من جداول التكافل وحلقة من حلقات الترابط والتعاضد الاجتماعي ناهيك عن أنه أمر حثنا ويحثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف وأرشدنا إليه نبينا المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم.. وتكبر قيمة العمل الخيري عندما يكون موجهاً لصناعة الإنسان باعتباره الاستثمار الحقيقي نحو بناء مجتمع أساسه العلم والعلمية وبعث جيل صالح يأخذ على عاتقه مهمة تطورية ونهضة هذه الأمة من خلال مواكبة الجديد والأخذ بالمستجد دونما مساس بالثوابت والقيم.
من هنا يظل استثمار الإنسان تحضراً بلغة العصر وجانباً تنموياً إنسانياً بلغة المنطق والعقل.. وفيه وبه تتجلى روح المواطنة وأبلغ صور العطاء والوفاء.
وفي مجتمعنا ولله الحمد يظل عمل الخير والسعي إليه والأمر به ثقافة ذات جذور متأصلة تلحظها من خلال العديد من أعمال البر ومناشط الخير سواء على المستوى الرسمي أو المؤسساتي أو الأفراد.. وما جائزة (آل الجميح) للتفوق العلمي وحفظ القرآن الكريم بمحافظة شقراء إلا قناة من قنوات التواصل الإنساني ومنبع خير رقراق وأنموذج يُحتذى أثبتت وهي تُراوح عامها السادس أن الغرس قد أتى ثماره وتحققت أهدافه بعدما أصبحت هدفاً ينشده النوابغ ومنارة يهتدي بها الحفظة من طلاب وطالبات المحافظة في زمن تعولم فيه الغث والسمين واختلط فيه حابل الثقافات بنابل التفاهات!!
وبقدر ما سعد الجميح بإضافة جائزة لحفظة كتاب الله كفرع ثانٍ أزعم أن السعادة ستكون أكبر فيما لو أضيف فرع ثالث يخص فئة غالية على الجميع ألا وهي فئة ذوي الاحتياجات الخاصة خصوصاً.. والمحافظة بها محاضن عدة لهؤلاء من دور وصفوف ومراكز تأهيل لما لهذا من أثر وتأثير إنساني ومعنوي.. ولا أرى هناك ما يمنع من أن يُقام على هامش الجائزة تظاهرة ثقافية من خلال فعاليات مصاحبة تنسجم وتوجه الجائزة وتحاكي متغيرات الحال وواقع المعايشة.
همس بهذا أكثر وتحدث به كثيرون وتمنته الغالبية ويبقى دور مجلس إدارة الجائزة وهو الذي يضم نخبة من العلماء الأجلاء والتربويين الأفاضل وذوي الخبرة العلمية والعملية المتمرسين.
على أي حال، تظل الجائزة نتاج فكر ثاقب ورؤية صائبة وهمة عالية.. ويظل يوم توزيعها استثناء في الفرح والوفاء والتكريم ومنعطفاً مهماً في مسيرة التربية والتعليم في المحافظة.. ويظل (آل الجميح) أسرة مسكونة بحب الخير قامة سامقة من العطاء مآثرها لا تختصر في سطور.