Al Jazirah NewsPaper Wednesday  21/05/2008 G Issue 13019
الاربعاء 16 جمادى الأول 1429   العدد  13019
في حفل الـ 75 عاماً على انطلاقة صناعة البترول في المملكة
المليك: لك يا عبدالعزيز، ولرجالك أعظم الشكر.. وأنبل عرفان.. وأكرم ذكرى

الظهران - واس

رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وبحضور إخوانه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وصاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان، وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت احتفاء شركة أرامكو السعودية بمناسبة مرور 75 سنة على انطلاقة صناعة البترول في المملكة وتأسيس أرامكو السعودية.

وكان في استقبال الملك المفدى وإخوانه القادة عند وصولهم إلى مقر الاحتفال بمدينة الظهران صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية، ومعالي وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة الشركة المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز المستشار في وزارة البترول والثروة المعدنية، ورئيس شركة أرامكو السعودية كبير إدارييها التنفيذيين عبدالله بن صالح بن جمعة.

بعد ذلك صافح خادم الحرمين الشريفين وإخوانه قادة دول مجلس التعاون كبار المسؤولين بالإدارة العليا لشركة أرامكو السعودية.

إثر ذلك قام خادم الحرمين الشريفين وإخوانه القادة بجولة في المعرض المقام بهذه المناسبة، حيث شاهدوا أبرز الصور التاريخية التي تحتفظ بها ذاكرة أرامكو السعودية للملك عبدالعزيز -رحمه الله- وصورة توقيع اتفاقية الامتياز في قصر خزام في جدة عام 1933م - 1352هـ إضافة إلى صور متعددة للدمام وللعاملين القدامى في الشركة ولعدد من منشآت الشركة وآبار النفط. عقب ذلك دون خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود كلمة في سجل الزيارات على الشاشة الإلكترونية فيما يلي نصها: الحمد لله الذي أنعم علينا من فضله ونحن نحتفل اليوم بمناسبة مرور خمس وسبعين سنة على تأسيس أرامكو السعودية التي نفخر بها وبإنجازات موظفيها من هذا الجيل والأجيال التي سبقت. لقد كنتم دوماً مثالاً للعطاء والإخلاص وإتقان العمل وخدمة الوطن.

أتمنى لكم بعون الله مواصلة العطاء والتميز لما فيه خير البلاد والعالم. عبدالله بن عبدالعزيز.

وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين وإخوانه قادة دول مجلس التعاون مكانهم في المنصة الرئيسة في الحفل المعد بهذه المناسبة بدئ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين الكلمة التالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.

إخواني قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية:

إخواني وأبنائي موظفي أرامكو السعودية:

أيها الإخوة الحضور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

كريمة هذه المناسبة التي أقف فيها لأقول بعد شكر الله.. شكراً بعدد لحظات خمسة وسبعين عاماً لوقود التنمية الوطنية مادة وإنساناً فشكراً أرامكو رجالاً ونساءً جيلاً فجيلاً.

أيها الإخوة الكرام.

قبل خمسة وسبعين عاماً وإلى اليوم كانت أعظم نعم الله علينا الإسلام وهو خير ما نعتز به. وكنا في ذلك الوقت على مشارف إكمال وحدة وطنية واستيعاب مرحلة اقتصادية، أكرمنا الله بها، فما أنبل تلك الوحدة، وما أكرم تلك المرحلة، التي حملتنا دورنا الإنساني، لنؤثر ونتأثر بكل أمر نافع. فلم نستوحش ولم نتأخر عن التصدي لدورنا وواجبنا التاريخي عربياً وإسلامياً ودولياً.

فلك يا صانع الوحدة (بعد الله) والسعي إلى حلم الطاقة لنظرتك الثاقبة: لك يا موحد النفوس ويا صانع الدولة، ويا والد الشعب الأبي، لك يا عبدالعزيز، ولرجالك أعظم شكر، وأنبل عرفان، وأكرم ذكرى.

لقد حرص -رحمه الله- عند توقيعه اتفاقية الامتياز عام 1352هـ على أن تحتوي تلك الاتفاقية على أفضل الشروط التي تضمن مصالح شعب المملكة وتضمن توظيف وتدريب أبنائها لتشغيل هذه الشركة العملاقة في المستقبل مع تفهم كامل لأهمية المصالح المشتركة مع الشركات صاحبة الامتياز لتتحول هذه الشركة تدريجياً إلى شركة سعودية متكاملة متصدرة شركات البترول العالمية في درجة تكاملها وإدارتها.

لقد هيأت سياسة الدولة للشركة ظروف نجاح وتميز لمنح الشركة المرونة اللازمة لوضع الخطط لتنطلق الشركة في توطين التقنية والاستفادة من الخبرات الدولية في المجالات المطلوبة.

إن زيارتنا هذا اليوم ما هي إلا زيارة لدور تنموي وطني، بل وسياسي أيضاً بما سعت وتسعى إليه هذه الشركة السعودية بكفاءة لتكون رافداً هاماً من روافد السياسة السعودية الدولية في مجال توفير الطاقة المناسبة لمواجهة الأزمات العالمية وستظل كذلك إن شاء الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعد ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور مشهداً تمثيلياً بهذه المناسبة، ثم ألقى معالي وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي كلمة رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وبأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وقال: مرحباً بكم في مدينة الظهران، حيث تُدار أكبر صناعة للبترول في العالم، وحيث تتدفق شرايين الطاقة لتسقي جسد التنمية الوطنية وتفيض على شعوب العالم لتنعم بالتطور والرخاء. وأضاف أن التاريخ الجميل يعيد نفسه، بحضور خادم الحرمين الشريفين الرائع، كما كان حضور المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز، طيّب الله ثراه، إلى نفس المكان منذ ما يزيد على ستين عاماً.

وأشار معاليه إلى أن العاملين السعوديين والأجانب يسترجعون اليوم، ذكريات الكفاح والجهود المبكرة لصناعة البترول السعودية ومراحل تطورها عبر خمسة وسبعين عاماً التي عم خيرها، بفضل الله وكرمه، أرجاء مملكتنا الغالية، من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها. وأكد أن العاملين في هذه الصناعة، أياً كانت وظائفهم وأماكنهم وأقدميتهم، يشعرون بفخر واعتزاز كبيرين، لتفضل خادم الحرمين الشريفين برعاية احتفال شركتهم، وأنه سيكون لهذه الرعاية الكريمة الأثر البالغ في مواصلة جهود البناء والتطور من أبناء وبنات أرامكو السعودية، لتظل بإذن الله، شركة مرموقة لصناعة البترول، ملء سمع العالم وبصره.

وقال معالي وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية: في شهر مايو من عام 1933 ميلادية ولدت صناعة البترول السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله، فبعد أن استتبت له الأمور، دعا بهمته العالية، وبصيرته الثاقبة، الجيولوجيين للتنقيب عن البترول في المملكة، يحدوه الأمل والرجاء بأن يمنّ الله على بلاده بالرزق الوفير، ليخرج شعبه من الفاقة والحاجة، إلى الرفاه والتطور، والعيش الرغيد في ظل راية التوحيد التي خفقت فوق أراضي المملكة العربية السعودية، التي أخذت اسمها، قبل أقل من سنة من توقيع اتفاقية الامتياز بين وزير المالية آنذاك، عبدالله السليمان، -رحمه الله-، وممثل شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا لويد هاملتون في 29 مايو 1933م. وأوضح معاليه أنه إثر توقيع تلك الاتفاقية التي شكّلت، بعد توحيد المملكة، تحولاً هائلاً في تاريخ الجزيرة العربية الحديث، أتى المستكشفون الأوائل لتبدأ حقبة التنقيب عن البترول في أراضي المملكة. حيث شهدت تلك الحقبة في بداياتها بعض العثرات إلى أن تم في عام 1938 ميلادية اكتشاف بئر الدمام رقم 7 (بئر الخير)، كما سماها -خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- لتنطلق منذ ذلك الحين صناعة البترول السعودية وتنطلق معها آمال قادة بلادنا، وطموحات شعبها، لبناء حياة عصرية تأخذ بكافة أسباب التطور والتقدم.

وقال معاليه: لقد أصبحت المملكة العربية السعودية، منذ اكتشاف البئر المنتجة الأولى، دولة ذات ثقل اقتصادي عالمي كبير إضافة إلى ثقلها ومكانتها الدينية الكبيرة، وهي تحظى باحترام دول العالم قاطبة، نظراً لكميات البترول الوفيرة لديها ولسياستها الاقتصادية والبترولية الإيجابية والمعتدلة، حيث تساهم المملكة في خير هذا العالم وتقدم شعوبه عبر إمداده بالطاقة، وأصبحت مشروعاتها ومرافقها البترولية تنتشر فيما وراء المحيطات، كما تنتشر في المملكة، حيث لا تغيب الشمس عن هذه المشروعات والمرافق.

وشدد معاليه على أن تاريخ صناعة البترول في المملكة العربية السعودية يسجل، كما هو في باقي دول الخليج العربية، اهتماماً بالغاً من قادتها، عبر كل العهود، بتوظيف أبناء المنطقة في هذه الصناعة، حيث يذكر للملك عبدالعزيز، رحمه الله، إصراره وقت توقيع اتفاقية الامتياز للتنقيب عن البترول، على أن تعطى الأولوية في وظائف الشركة للسعوديين، وقد تحقّق له ما أراد عندما التحق السعوديون بوظائف صناعة البترول مبكراً، وكانوا أهلاً للمسؤولية والكفاح الذي تطلبته تلك المرحلة، مشيراً إلى أنه وبناءً على ذلك الكفاح الذي يذكره باعتزاز كبير السابقون من السعوديين كانت النتيجة بلوغ نسبة السعوديين في وظائف الشركة أكثر من 86 في المئة.

وأردف معاليه قائلاً: تفتخر أرامكو السعودية وموظفوها، يا خادم الحرمين الشريفين، بسعادة بالغة، بما لقيته منكم من دعم ومؤازرة مستمرة لأعمالها ومشروعاتها.. فقد أطلقتم، حفظكم الله، خلال عشرة أعوام، سبعة مشروعات بترولية ضخمة في الرياض، والشيبة، والظهران، ورأس تنورة، والحوية، وحرض، والقطيف.. وهي الآن تستعد لتحظى، في القريب العاجل، برعايتكم لمشروعات ضخمة جديدة، على وشك الانتهاء، تنتشر في مواقع متفرقة من أراضي المملكة، لتضاف هذه المشروعات إلى القدرة السعودية الاقتصادية والصناعية، التي تحتل الأولوية لديكم، ضمن سعيكم، أيدكم الله، لتحقيق رفاهية المواطن السعودي، وتوفير أسباب العيش الكريم له ولأسرته.

وقال معالي وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية أن الكلمات مهما طالت، واحتوت من المعاني، ستقصر عن وصف معنى هذه المناسبة للمملكة العربية السعودية ولأرامكو السعودية، في مسيرة صناعة البترول السعودية التي بلغت خمساً وسبعين سنة.

إثر ذلك ألقى رئيس شركة أرامكو السعودية كبير إدارييها التنفيذيين عبدالله بن صالح بن جمعة كلمة قال فيها: إن نحو خمسة وخمسين ألف موظف وموظفة من بيت الصناعة النفطية السعودية، يتشرفون، بحضوركم ياخادم الحرمين الشريفين، ويفخرون برعايتكم التاريخية لحفل ذكرى التأسيس. وأردف قائلاً: (إنه من دواعي الاعتزاز، أنه لم يمر يوم واحد، طوال العقود الماضية، دون أن يضاف جديد إلى هذا البيت الذي أرسى قواعده في ثلاثينيات القرن الماضي جلالة المؤسس، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه. واليوم تتربع أرامكو السعودية على عرش صناعة البترول العالمية لتكون مبعثاً للفخر وموضعاً للتقدير الوطني والدولي، بما حققته من كفاءة وإنجازات غير مسبوقة في تطوير الثروة البترولية والثروة الإنسانية).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد