قبل75 عاماً، وتحديداً في 29 أيار (مايو), 1933عندما وقّعت اتفاقية امتياز بين الحكومة السعودية وشركة ستاندرد أويل كمباني أوف كاليفورنيا (كاسوك) التي تُعرف اليوم باسم (شيفرون), لم يكن أحد يتوقّع أن هذه الاتفاقية ستشهد مولد أضخم كيان اقتصادي عالمي... أرامكو.. نعم إنها أرامكو وما أدراك ما أرامكو.

أرامكو قصة كفاح طويلة امتزجت من خلالها شلالات الدم والعرق مع التراب والنفط.. أرامكو هي نقطة الماء التي حولت صحراء قاحلة إلى مدن وحدائق.. أرامكو استطاعت أن تعبر عن حلم لأمة أبى إلا أن يتحقق, أمة تفخر بأرامكو، كما أرامكو تفخر بأمة يقودها آل سعود, هذه العائلة وبكل فخر استطاعت أن تمزج بين الأصالة والمعاصرة واستفادت من التقنيات الأكثر حداثة، وفي نفس الوقت حافظت على العادات والتقاليد الإسلامية واعتمدت الشريعة، وإن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - سياسي محنّك وينتهج سياسة واعية تخدم مصالح شعبه والمنطقة, رجل تمتع بالصدق والقوه يستحق أن يقود أمه أنجبت أرامكو.

لقد أحدثت أرامكو نقلة نوعية في المملكة العربية السعودية وعلى كافة الأصعدة، وفيما يتعلّق بالوجه الثاني لعملاق النفط السعودي فقد تجلّى في التدريب والتعليم, فقد أنشأت هذه الشركة المدارس وقدمت أكثر من 10 آلاف منحة دراسية للشبان والفتيات إلى دول العالم المتقدّم كأميركا وأوروبا وشرق آسيا, وأسهمت في إنشاء كلية البترول والمعادن, وتُشرف حالياً على جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول بجدة, والكثير الكثير من الإنجازات التي تحتاج إلى صفحات لذكرها.

ولقد بدأت أرامكو السعودية عمليات التسويق المباشر للزيت الخام منذ عام 1988م. ولكون معظم شركات التكرير في العالم لا تمتلك أسطولاً خاصاً لنقل مشترياتهم، كان لا بد لأرامكو السعودية من تلبية هذه الحاجة الملحة لزبائنها. فقامت بشراء وبناء واستئجار عدد من ناقلات البترول العملاقة والمتوسطة وذلك لغرض إيصال الزيت الخام لهؤلاء العملاء أينما وجدت معاملهم في أرجاء المعمورة.

هنيئاً لبلادنا هذه الشركة العملاقة وهذا الحصاد وهنيئاً لبلادنا هذه الإنجازات، وقبل كل ذلك هنيئاً لنا بأبينا وراعي نهضتنا الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله, إذ يعجز زعماء العالم بأن يحتلوا مكانة في قلوب شعوبهم كما يحتل أبو متعب مساحات القلوب كلها.