أزعجنا وأغضبنا كمسلمين أن ينال أحد الجنود التابعين للجيش الأمريكي بالعراق من نسخة من المصحف الشريف بإطلاق النيران عليها والتللذ بهذا العمل المستقبح والمرفوض من كل الديانات السماوية.
لم نسمع من أي زمان وفي أي مكان أن هناك مسلماً قد مزق التوراة أو أحرق الإنجيل أو حتى تطاول عليهما، الأدهى والأمر أن تكون عقوبة مثل الجندي الأمريكي السابق ذكره هي الطرد من الخدمة بالعراق إضافة لبعض الإجراءات التي ربما يتخللها السجن لبضعه أشهر، وهذا أكثر ما نخشاه وهو أن يصبح جواز مرور الجندي الأمريكي من جحيم العراق أو نيران أفغانستان وعودته سالماً إلى بلاده هو تدنيس المصحف الشريف أو تكرار إحدى الفعلات المشينة التي احترفها البعض منهم كما كان بأبوغريب من تعذيب وامتهان للطبيعة البشرية.
نتمنى أن يكون عقاب مثل هذا الجندي أو ذاك بالإقالة أو الطرد من عمله وليس من البلد محل الخدمة (والذي قد يعتبر مكافأة بالنسبة إليه) مروراً بالسجن لفترات طويلة سواء كان بالجيش أو كان تابعاً لتلك الشركات الأمنية والتي ملأت العراق بالمرتزقة ومن لا مبادئ أو دين لهم.
ومهما كان تطرف المسلم فإنه لا يلجأ إلى هذه الأعمال الدونية للمساس بقدسية الأديان، بعكس ما نسمعه ونراه مؤخراً من فئة شاذة من أفراد غربيون تهوى امتهان كل ما هو دنيء ومسيء للدين الإسلامي، وما يجري بالعراق أو الدنمارك و بهولندا أو ببعض مواقع الإنترنت كموقع (يو تيوب) من إساءات وتدنيس لمسلماتنا الدينية لهو أكبر دليل على عدم اقتناع كامل من الغرب بمبادئهم الدينية ذاتها والتي تدعو لاحترام كافه الديانات السماوية، والتي تحتم عليهم أيضاً كطرف أول بالتصدي لمثل تلك التصرفات العنصرية من أفراد مجتمعاتهم قبل غيرهم.
كما نتمنى حقيقة أن تتولى بعض القنوات الفضائية العربية باللغة الإنجليزية والتي ملأت الأثير إلى التعريف بشكل أكبر بالإسلام، وبأنه دين سماوي يجب احترامه كما يجب احترام بقية الأديان.
almamlaka@hotmail.com