(تعلمون جميعا أنه من المفترض لي أن أكون متقاعداً عن العمل، لكن أصدقائي والمؤسسة الخيرية التي تحمل اسمي يريدون أن ينتهزوا فرصة عيد ميلادي التسعين لجمع تبرعات كي نتمكن من مواصلة نشاطنا، ولذلك فإنني أود أن أساهم في ذلك بطبيعة الحال، ولذلك فقد عزمت للذهاب إلى لندن لحضور الحفل

الموسيقى في حديقة (هايد بارك) وهو الحفل الذي سيعمل على التوعية بأنشطتنا المتواصلة كما يشجع على تقديم التبرعات التي تحتاج إليها المؤسسة بشدة).

هذه كلمات للزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا (زهرة الربيع السوداء) كما يحلو للأفارقة تسميته والكلمات بمناسبة عيد ميلاد الزعيم التسعين والتي أعلنت عنه مجموعة (زين) لخدمة الاتصالات حيث ستكرم هذه الشخصية الرائعة في احتفالية عالمية في العاصمة البريطانية لندن في 27 يونيو المقبل ومجموعة زين ذكرت في بيانات صحفية أن الحفل سيشهد جمع أموال وتبرعات لإنفاقها على الأعمال والمشروعات الخيرية التي يتولاها مانديلا. أما زهرة الربيع السوداء فهو حديث آخر، فهذا المناضل الإفريقي رمز للعطاء المتواصل ضحى بثلاثين عاماً من حريته من أجل قضية السود في بلاده (التمييز العنصري) واختار الديمقراطية على كرسي الرئاسة فيما بعد) وسيرته الذاتية التي أوردها في كتابه (رحلتي الطويلة من أجل الحرية) تستحق القراءة والتأمل، فهو شخصية جديرة بالاحتفاء وفريدة من نوعها تعطي للحياة قيمة ومعنى وتقدم دروساً مجانية للآخرين في مدرسة الحياة، إنني معجب بهذا الرجل بدرجة كبيرة وهو في نظري من أبرز شخصيات العصر الحديث في مجال السياسة إن لم يكن الأبرز.

ونحن حينما نتحدث عن دروس هذه الشخصية المميزة لنتذكر الدرس الأهم وهو أن مانديلا رغم تجاوزه التسعين لا يزال يعمل من أجل خدمة الآخرين عبر مؤسسته الخيرية التي تهدف إلى نشر الوعي بشأن تأثيرات مرض الإيدز في القارة الإفريقية.

كم نحن بحاجة إلى مثل هذه الشخصيات التي تخدم الإنسانية دون النظر إلى عرق أو لون وكم نحن بحاجة إلى نيلسون آخر يكرس حياته للأعمال الخيرية خصوصاً وأن أبواب الخير كثيرة ومشرعة لمن يريد الدخول في هذا العالم، ونتمنى من شركة (زين) أن تلتفت للشخصيات المهمة في العالم العربي والإسلامي فلدينا في بلادنا الكثير ممن يستحق التكريم ممن أثروا الإنسانية جمعاء وخصوصاً في مملكة الإنسانية.