-1-
زرت الشؤون الصحية بمنطقة الرياض ثلاث مرات لمعرفة مصير معاملة صدرت من وزارة الصحة في بداية شهر محرم، وفي كل مرة أجد نظام الكمبيوتر متعطلاً، وفي المرة الأخيرة سمعت هذه العبارة فتوجهت للمدير حالاً، وحالما فتح الكمبيوتر وجد أن الحرارة وصلت إليه. أخذت الرقم وصعدت، لكنني لم أجد الموظف المختص، وقد تبرع أحدهم بالبحث اليدوي في الكراتين التي تقبع خلف أو تحت رجلي أي موظف؛ فلم يجد المعاملة، وقد طلب مني النزول للوارد ليعطوني اسم الموظف الذي استلم المعاملة، وقبل ذلك ذهبت لغرفة المدير فوجدت الباب موصداً ولا يفتح إلا لإدخال المعاملات. خرجت من هناك دون أن أعرف مصير معاملتي، لكنني بالتأكيد سوف أعود ربما مرة أو مرتين وربما ثلاث مرات؛ فهكذا إدارة تحتاج إلى هكذا مراجعين، لقد وجدت في الشؤون الصحية كل شيء على أحدث طراز: المكاتب، التكييف، السبوت لايت، الكمبيوتر.. الجهاز الوظيفي فقط عكس ذلك!!
ملحوظة: المعاملة خرجت من وزارة الصحة بتاريخ 6-1-1429هـ وعادت إلى وزارة الصحة بالجواب بتاريخ 24-4- 1429هـ.. معاملة بسيطة تأخذ ثلاثة شهور ونصف الشهر في نفس المدينة، فكيف لو كانت من مدينة إلى أخرى..؟ أما حال المراجعين للشؤون الصحية فهو يذكرك بحالهم في مكاتب العمل والجوازات، حركة دائمة. أما نتائج هذه الحركة فهي واضحة، وكان الله في عون المتعاقدين الذين يقطعون عشرات الكيلومترات للتعقيب على معاملاتهم، وكان الله في عون من هم في نفس المدينة.. أين الخلل؟ هل هو في وزارة الصحة التي تتعمد تعطيل الكمبيوتر أم في الموظفين؟ أكيد الخلل في المراجعين، الذين لم يتوصلوا إلى طريقة مثلى وعملية وحضارية في المراجعة، تتماشى مع المكاتب المليئة بأجهزة الكمبيوتر والتكييف والسبوت لايت، أما سير العمل فالذين يقومون به أكثر وعياً منا بأهميته!!!
-2-
لا أحد يصدق أن هناك مئات المواطنين من الجنسين، يعملون كمتعاقدين في العديد من الدول، ليست دول الخليج فقط، هؤلاء يحصلون في دول المهجر على الرواتب المجزية والتذاكر والعلاج وبدل السكن، بعضهم ترك أهله وزوجته، وسيدات أخذن آباءهم أو إخوانهم ليكونوا لهن ونيساً، لو حصل هؤلاء على أقل من هذه المرتبات والمزايا هل يعودون إلى البلاد؟ وإذا حصلوا على هذه المرتبات والمزايا فهل يحصلون عليها من القطاع العام أم القطاع الخاص؟ هذا السؤال طرحه عليَّ صديق، فقلت له: في الهجرة العديد من الفوائد:
1- التعرف على عادات الشعوب القريبة والبعيدة.
2- التوفير؛ فليس هناك عزوة ولا أصدقاء يصرف عليهم المهاجر.
3- البعد عن الوساوس وضيق الخلق من قلة العمل.
4- إعطاء الفرصة للهجرة المعاكسة من الهند والسند والدول الخليجية لتأخذ حظها
5- رفع الملامة عن أصحاب المدارس الخاصة والشركات الذين يتشاءمون من وجود السعوديين!!
-3-
الذي ينكر الخصوصية لدينا مغالط بدون شك، وقد وجدت في بحثي الدءوب عن هذه الخصوصية أن من معالمها:
- الحديث عن قيادة المرأة للسيارة.
- الولاية التامة على المرأة، خصوصاً ما يتعلق منها بالاستيلاء على الراتب، ومنعها من دخول المطاعم وبعض المحلات، وعدم خروجها إلا بإذن، وعدم إجراء أي عملية جراحية حتى وإن كانت ستموت فيها إلا بإذن ولي الأمر.
- كبر المقاهي وكأنها ملاعب كرة قدم، والغريب أن هذه المقاهي دائماً كاملة العدد.
- إعطاء جرعات مكثفة من النصائح لمن يرغب السفر إلى الخارج للدراسة مع أننا نعرف والطالب يعرف أن هذه النصائح مثل نصائح الأب لأبنائه من قبض الريح.
- أما الخصوصية الأخيرة فهي حبنا وغرقنا في الكبسة حتى أحس الهنود والتايلنديون بهذا الغرام فكبسوا على أنفاسنا بزيادة الأسعار التي سوف تنطح الـ200%!
- أما الخصوصية بعد الأخيرة فهي وقوفنا سداً منيعاً أمام دور السينما والمسرح وكأننا نعطي الفرصة لتمدد المقاهي والاستراحات وقبلهما قوافل الرحلات الخارجية التي يبدأ الاستعداد لها من الآن!
فاكس 012054137