شهدت المملكة في الأعوام الماضية توسعاً في إنشاء المراكز المتخصصة لعلاج الأمراض المستعصية والخطيرة، حتى أصبحت المملكة حاضنة لأكبر وأهم المراكز التخصصية العلاجية كمراكز علاج القلب المنشرة في الرياض وجدة والمنطقة الشرقية، ومراكز علاج الأورام (السرطان) وعلاج العمى وقصر النظر وأمراض العيون، وهناك الكثير من مراكز البحث لإجراء الدراسات على الأمراض المعاصرة، فبالإضافة إلى مركز الملك فيصل للبحوث التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي هناك مراكز البحث التي أنشأتها مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني ومراكز البحث في المستشفيات العسكرية وفي مدينة الملك فهد الطبية ومدينة الأمير سلطان الإنسانية.
كما انتشرت مراكز التأهيل الطبي والسلوكي والحركي للمصابين بأمراض تسبب الإعاقة فشهدت المملكة عدداً من مراكز التأهيل والعلاج، ولجمعية الأطفال المعوقين ريادة تشكر عليها حيث انتشرت تقريباً مراكزها في جميع مناطق المملكة، وهناك مراكز وجمعيات علاج الفشل الكلوي وعلاج العيون والسرطان وغيرها من الجمعيات التي جاءت بمبادرات مشكورة من شخصيات إنسانية في المجتمع.. وقد خففت تلك الهيئات والجمعيات الكثير من الآلام التي تسببها تلك الأمراض والإعاقات سواء للمصابين أو ذويهم.
ولكن وعلى الرغم من هذا التوسع والسعي المشكور لمتابعة وتغطية كل ما يحتاجه المجتمع إلا أن مأساة الأطفال التوحديين - الذين يتزايدون بكثرة - لا تزال تحتاج إلى اهتمام أكبر وإعطائها أولوية على غيرها؛ لانتشار المرض وكثرة المصابين به.
ومن أهم الخطوات التي يجب القيام بها لاحتواء هذه المشكلة هي التوسع في إنشاء مراكز لعلاج وتأهيل الأطفال التوحديين خصوصاً في المناطق التي تفتقر لها، كمنطقة القصيم والحدود الشمالية وتبوك والجوف وجازان ونجران وعسير، وتوسيع واستكمال إنشاء المراكز في المناطق الأخرى.
كما يجب الاهتمام بإقامة دورات تدريبية لأمهات الأطفال التوحديين وتنفيذ ورشات عمل لتثقيف العوائل والمدرسين بكيفية التعامل مع هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ومن بين الخطوات التي يجب أخذها بالاعتبار هي: فتح أقسام للتربية الخاصة في الكليات والمعاهد مع الحرص على توفير الوظائف للخريجات، فحسب علمي بأن هناك المئات من المدرسات اللاتي لم يتح لهن العمل والانخراط في هذا العمل الإنساني خصوصاً بعد قرار دمج الأطفال التوحديين في المدارس مع إخوتهم الطلبة الآخرين لأن المدرسات المتخصصات هن الأفضل في إنجاح التجربة وتقديم الخدمة لهؤلاء الأطفال المبتلين بهذا المرض.
jaser@al-jazirah.com.sa