بالأمس تلقيت اتصالاً جميلاً من المؤرخ النصراوي بدر العقيل أكد فيه أن أهداف ماجد عبدالله هي 549 هدفاً تقريباً وليس 533 هدفاً كما يتداول حالياً، وللأخ العقيل الحق في ملاحظته لأنه يملك الدليل المادي من خلال إحصائية خاصة توصل لها، إلا أن المعلومات التي وصلتني بعد الاتصال ومصدرها ماجد نفسه تقول أن أهدافه ربما زادت عن ذلك الرقم لأن لديه مباريات أخرى لم تشملها الإحصائية.
الجميل في الأمر أن أهداف ماجد تتزايد وهذا واقع طبيعي برأي لشخص يعتبر هو (ملك منطقة الجزاء) طوال تواجده في الملاعب، كما أن الجدل حول عدد أهدافه هو عنوان جميل لإثارة ماجد التي لطالما ملأت الدنيا حين كان لاعباً وحتى بعد اعتزاله فهو المادة الساخنة مثلما كانت أهدافه ساخنة جداً على الخصوم.
في قصة أهداف ماجد تبرز كل الأولويات وكل الإبداعات وكل المهارات، قصة ماجد مع الأهداف بدأت من الخطوة الأولى، فكان هداف بلاده على مستوى الدوري 6 مرات وهذا الرقم سيبقى على ما يبدو طويلاً جداً دون أن يكسره أحد، وكأن ماجد أخذ عليه صكاً خاصاً ليصبح ملكية ماجدية خاصة، وهو يستحق لأن الأهداف لا يجيد الاستمرار معها إلا الهدافون الحقيقيون.
في قصة تسلّط ماجد على لقب هداف الدوري حكاية جميلة بجمال أداء وإمكانات الهداف المتكامل، في عام 1977 بدأ ماجد يحضر على مستوى الدوري وسجل هدفين من خمس مباريات وفي الموسم الذي يليه حل وصيفا لمهاجم الأهلي معتمد خوجلي، ومن عام 1979 بدأ بيله الصحراء وضع يده على اللقب فحققه برصيد 13 هدفاً، وفي عام 1980 أكد ماجد أن تربعه على قائمة الهدافين هي مقدمة حقيقية لهيمنته فواصل التمسك باللقب مسجلاً 17 هدفاً ومعها أهدى النصر لقباً للدوري تحت قيادة البرازيلي فورميقا الذي خلف بروشتش المحظوظ باكتشاف موهبة ماجد وسيء الحظ في تحقيق لقب الدوري في موسمين متتاليين، وأصبح ماجد أول لاعب يحقق لقب الهداف موسمين متتالين ولكن اكتفى؟.
في موسم 1981 لعب ماجد 15 مباراة في الدوري فقط ومع ذلك سجل 21 هدفاً ليتوج للمرة الثالثة على التوالي هدافاً للدوري الذي فاز به النصر للمرة الثانية وزاد عليه بطولة الملك بعد فوزه على ندّه الهلال بثلاثية كان لماجد هدف منها رغم أنه غادر قبل نهاية المباراة مصاباً.
كان يمكن لماجد أن يزيد غلته لكن ارتباطاته بالمنتخب وقفت حائلاً بينه وبين رقم أكبر ومع ذلك فقد حضر في موسم 1403 وحقق اللقب برصيد 13 هدفاً وفي عام 1986 ناله برصيد 15 هدفاً وفي عام 1989 برصيد 19 هدفاً ليؤكد النجم الكبير أنه حالة خاصة في عالم التسجيل كما هو الآن حالة خاصة في عدد ما سجل.. فأهدافه قد حيرت عشاقه.. إذ تغرق المرمى كزخات المطر.
يتبع غداً