لا يوجد شك للمتابع الكروي (الجيد) بأن الكالتشيو الإيطالي هو أقوى البطولات العالمية على الإطلاق من حيث السرعة والتكتيك العالي واللياقة البدنية والقوة والصلابة.. قد تختلف الأذواق والانتماءات والأراء عند العديد من محللي وخبراء اللعبة خصوصاً في السنوات الأخيرة.. حيث سحب الدوري الإسباني الأضواء عندما تمكن من سحب النجوم الكبار على مستوى العالم أمثال: زيدان، ورونالدو، ورونالدنيهو، وبيكهام، وفيغو والقائمة تطول.. لكن الأضواء التي أتت مع هؤلاء النجوم بدأت تذهب معهم بكل تأكيد.. الدوري الأسباني يعشقه الكثير من متابعي الكرة في العالم.. هذا العشق ينقسم بشكل كبير بين ريال مدريد وبرشلونة.. دافع العشق هو تواجد النجوم الكبار.. فلولا النجوم المحترفون لما انتشرت شعبية الفريقين على مستوى العالم.. أما في الدوري الإنجليزي الممتاز فجميع المواسم السابقة كوم.. والموسم الحالي كوم آخر.. حيث أصبح الدوري الإنجليزي بلاعبيه المحترفين هو الدوري الأكثر إثارة هذا الموسم.. وأصبح ممتعاً بدرجة تدفع المتابع الكروي لأن يفضله على أي بطولة أخرى.. لكننا عندما نتحدث عن كرة القدم الحقيقية فإنني أجد نفسي في صف الأسطورة دييغو أرماندو ماردونا حينما قال إن إيطاليا هي جنة كرة القدم.. إيطاليا ليست كإسبانيا وإنجلترا.. مع أجواء البيتزا والإسباكيتي والمشادات والمشاحنات التي لا تتوقف هناك فإن للكرة طعماً آخر.. ذلك الحماس لدى الشعب الإيطالي العاشق لكرة القدم هو ما يميز الكالتشيو عن الليجا والبراميرشب.. هو ما رفع مستوى الكرة في إيطاليا لأن يكون الكالتشيو هو الدوري الأقوى عالمياً على مدى أكثر من خمسين عاماً مضت (بغض النظر عن السنوات الأخيرة).. عشق الكرة في إيطاليا وتعصب الجماهير لأنديتها هو سلاح ذو حدين، الحد الأول هو ما رفع أسهم الكالتشيو لأن يتسيد البطولات العالمية فيما مضى، والحد الثاني هو ما أسقط مستوى الدوري ليكون أقل شعبيةً من الدوري الإسباني والإنجليزي.. وأقصد هنا بالتعصب الذي يؤدي لأن يتشابك مسؤولو الحكومة الإيطالية بالأيدي بعد مباراة الكلاسيكو أوالديربي.. والتعصب الذي يدفع للفضائح التي وقعت بها الكرة الإيطالية من تحكيم ومراهنات وتعديات.. يعيب الطليان سوء الإدارة وهو ما تفوق به الإنجليز والإسبان.. حيث تمكنوا من التسويق لفرقهم وبطولاتهم بشكل يساعد على توسع شعبية أنديتهم وبطولاتهم في العالم.. وإن كان الإنجليز والإسبان تفوقوا في هذه النواحي إلا إن الطليان تفوقوا في لعب الكرة.. فأين المنتخب الإنجليزي والمنتخب الإسباني من أداء وتفوق المنتخب الإيطالي (الأزوري) بطل العالم لأربع مرات تاريخية.. ليس هذا فحسب، إنما يتواصل التفوق في مستويات اللاعبين الذين يلعبون في الكالتشيو.. حيث ينجح جميع اللاعبين المنتقلين من الكالتشيو للعب في بطولات الإنجليز والإسبان حتى وإن كانوا أنصاف نجوم.. بينما لا ينجح أغلب اللاعبين المنتقلين للعب في الكالتشيو حتى وإن كانوا نجوماً في فرقهم قبل انتقالهم.. حيث إن الدوري الإيطالي يتطلب أن يكون اللاعب ذو مميزات خاصة منها الصبر والقوة والمهارة والسرعة داخل الملعب.. فالنواحي التكتيكة عالية للغاية والأساليب الدفاعية قوية والطرق الهجومية مليئة بالأشواك.. أتذكر عندما انتقل البرازيلي رونالدو من صفوف برشلونة للإنتر قال له الهداف الأرجنتيني المتمكن جابريل باتستوتا عليك الحذر من المبالغة في الاحتفاظ بالكرة وإلا فإن أقدامك ستتحطم.. إيطاليا ليست كإسبانيا.. حتى رونالدو قالها بنفسه.. في إسبانيا تحضر الجماهير وكأنها في مسرح.. تصفق مع الأهداف فقط.. بينما في إيطاليا تحضر الجماهير وهي متعطشة لكل ما يقدمه اللاعب حتى وإن كان بتحركاته دون لمس الكرة.. تبقى تلك الأراء ووجهات النظر حصرية على المتابع الكروي الجيد للبطولات الأوروبية.. حتى بلاتيني (رئيس الاتحاد الأوروبي ولاعب اليوفنتوس فيما مضى) تحدث عن كريستيانو رونالدو.. وقال لو انتقل كريستيانو للعب في إيطاليا.. لما وجد كل تلك المساحات ولما تمكن من تسجيل كل تلك الأهداف لصعوبة اللعب في الكالتشيو.
- الإنتر الذي كان منفرداً بصدارة الكالتشيو بفارق 7 نقاط اصطدم مع الفرق التي تحاول الفرار من الهبوط وأصبحت صدارته مهددة من قبل روما الذي يخلفه بفارق نقطة واحدة.
- في الجولة المقبلة سنشاهد الدموع بكل تأكيد.. فهل ستكون دموع الفرح أم دموع الحزن وخيبة الأمل؟ الإنتر وروما على اللقب.. وميلان وفيورنتينا على المركز الرابع (المؤهل لبطولة أوروبا لأندية الأبطال).. كاتانيا و بارما و ريجينا على الهبوط والبقاء.
- مصلحة الضرائب في إيطاليا تسببت بشكل رئيسي ومباشر في هبوط مستوى الأندية وبالأخص الأندية الكبيرة، حيث إنها تفرض ما يعادل 50% على عقود اللاعبين المحترفين فيما تتساهل مصلحة الضرائب في إنجلترا وإسبانيا مع الأندية وتتراوح الضرائب مابين 15% إلى 25% على عقود اللاعبين.. وهو ما يساعد ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد وتشيلسي وأرسنال وليفربول على أن تتعاقد مع نجوم ومحترفين أكثر تألقاً من النجوم الذين يتعاقد معهم كل من الإنتر واليوفنتوس وميلان وروما ولاتسيو.